120 دقيقة من الإثارة شهدها التتويج التاريخي لمنتخب البرتغال بلقب كأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بالفوز على نظيره الفرنسي مستضيف البطولة بهدف قاتل سجله المهاجم الاحتياطي إيدير، ليمنح "برازيل أوروبا" لقبًا ثمينًا.
تألق أكثر من لاعب في صفوف المنتخبين، هوجو لوريس أنقذ مرمى فرنسا من فرص خطيرة، وكاد أن يسجل أنطوان جريزمان أكثر من مرة، إلا أن تألق الحارس البرتغالي روي باتريسيو حرمه من هز الشباك.
وفي الجهة الأخرى كان إيدير "ورقة رابحة" لفرناندو سانتوس، واستغل الثنائي ناني وريكاردو كواريزما خلاصة خبراتهما، لقيادة مجموعة من اللاعبين الشبان في مواجهة عصيبة وتاريخية.
إلا أن السيناريو الدرامي للمباراة، انحنى لنجمين من كل فريق، لاعب الوسط الفرنسي موسى سيسوكو لاعب نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، حيث كان قاطرة بشرية، يركض كالفراشة في ملعب "سان دوني" رغم ضخامة جسده، وأدى الأدوار الدفاعية المطلوبة منه على أكمل وجه.
كما كان سيسوكو سلاحًا هجوميًا مميزًا في خطة مديره الفني ديديه ديشامب مدرب "الديوك"، وهدد مرمى البرتغال أكثر من مرة بثلاث تسديدات خطيرة للغاية، تصدى لها باتريشيو ببراعة، وكان اللاعب الفارع مميزًا في صناعة اللعب لزملائه، وحلقة وصل مميزة بين خطي الوسط والهجوم حتى استبداله في الوقت الإضافي بنزول أنتوني مارتيال، عقب تسجيل البرتغال هدف التتويج.
وبعيدًا عن الفنيات، خطف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الأضواء من الجميع، رغم أنه غادر الملعب في وقت مبكر من الشوط الأول، متأثرًا بإصابته في الركبة اليسرى، بعد 3 محاولات للعلاج، أملاً في البقاء بجوار زملائه في الملعب.
ولكن قائد منتخب البرتغال لم يتخل عن زملائه، وواصل تحفيزهم باستمرار من على مقاعد البدلاء، والشد من أزرهم، وتحفيزهم على تحمل الإجهاد، بل تحول في الدقائق الأخيرة إلى مدير فني ثان للبرتغال بتواجده الدائم على خط التماس لتوجيه اللاعبين، ومساعدة مدربه الأكبر فرناندو سانتوس.
وبالفعل، كانت النهاية سعيدة لكريستيانو رونالدو، وتحولت دموع الحسرة في بداية اللقاء، إلى دموع فرح بتتويج تاريخي، رفعه خلال الكأس، ليعوضه كثيرًا عن نكسة 2004 عندما فقد نفس اللقب عندما كان لاعبًا شابًا بالخسارة الشهيرة أمام اليونان.