في قلب الظلام المتلبّد بنذر الحرب، تقدّم رجل من جيش العدو يحمل صكّ أمان بيده، باسطاً إياه نحو العباس بن علي (عليهما السلام)، كان الورقُ وعداً بالنجاة، بشرطٍ واحد: أن يترك الحسين ع.
لكن العباس ع لم ينظر إلى الورقة، بل إلى وجه الحسين ع ، لم يكن يبحث عن نجاةٍ تخصّه، بل عن معنى للوفاء.
فقال كلمته الخالدة، ما معناه: "أتأمنونني وأخي الحسين لا أمان له؟".
كان بإمكانه أن ينجو، لكنه اختار أن يبقى حيث يكون الحق، حيث يكون الحسين، وهكذا، مزّق صكّ الأمان، ومضى ليروي بكفه قصة الوفاء الخالد.
العباس ع لم يكن بحاجة إلى أمانٍ من الناس، لأنه وُلد أميناً على الرسالة.