[justify]أنواع الاخوة فى كتاب الله
الاخوة معناها :
أن تكون أنت والأخر لكما نفس الحقوق التى شرعها الله على بعض ونفس الواجبات والاخوة فى كتاب لها أنواع مختلفة هى :
النوع الأول:
الاخوة فى مجتمع كافر :
عندما يتواجد الإنسان فى مجتمع كافر فإنه يصبح أخ لمن فيه حتى ولو كان مثلهم فى الدين ثم اختلف عنهم وهذا هو حال الرسل (ص) عندما بعثهم الله إلى أقوامهم فقد وصفهم بأنهم اخوة قومهم وهم :
من يعيشون معهم وهو ما نسميه :
المجتمع الكافر فنجد أن الله وصف نوح(ص) بكونه أخو قومه فى قوله سبحانه :
"كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ"
ووصف هود(ص) بأخو عاد فى قوله سبحانه :
"وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ"
ووصف صالح (ص) بكونه أخو ثمود فى قوله سبحانه :
"وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ"
ووصف شعيب(ص) بكونه أخو مدين فى قوله سبحانه :
"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ"
ووصف لوط(ص) بكونه أخو قومه فى قوله سبحانه :
" إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ"
وهذه الاخوة يسميها الناس الاخوة فى الإنسانية أو اخوة الوطن ولكنه ليس وطن القطعة الواحدة وإنما هو الأرض بمن عليها
وهذه الاخوة من المسلم لغيره تعنى أنه يعمل من أجل منفعتهم جميعا من خلال الدعوة لدين الله وحسب القرآن تتحول تلك الاخوة إلى عداوة من خلال تكذيب الأقوام للرسل (ص) والعمل على ايذاءهم ومن آمنوا بهم بشتى الطرق الممكنة
النوع الثانى :
اخوة الدين والمقصود :
اخوة الإسلام أو اخوة الإيمان وفيها قال سبحانه :
" إنما المؤمنون اخوة "
وقال فى وجوب الإصلاح بين اخوة الدين :
"وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
وهذه الاخوة ظاهرها ومضمونها :
رحمة المسلمين بعضهم البعض كما قال سبحانه :
" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ"
وفى الرحمة تدخل آلاف الأعمال الصالحة
النوع الثالث :
اخوة الرحم أو الأمومة والأبوة وهذه الاخوة نوع مخصوص يسميه الناس بالغلط :
اخوة الدم لأن الاخوة والأخوات من أب وأم أو من أب أو من أم يختلفون فى فصائل دماءهم أو يسمى اخوة النسب
وفيها قال سبحانه :
"وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض "
وهذه الاخوة يترتب عليها أحكام:
أولا :الميراث فالاخوة يرثون مال الأبوين أو أحدهما أو غيرهما كما قال سبحانه :
" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"
وقال أيضا :
" يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
وهناك آيات أخرى
ويستوى فى الميراث أن يكون أخا مسلما أو أخا كافرا بدليل أن دية المسلم الذى قتل يرثها أهله الكفار المعاهدين المواثقين إن لم يكونوا مسلمين كما قال سبحانه :
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ "
والجملة المقصودة " وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ"
ثانيا : النفقة على الاخوة الصغار كما قال سبحانه:
"وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ"
فالوارث فى بعض الأحيان قد يكون أخا للمولود له
ثالثا : رؤية الزينة وهى عورات النساء فقد أباح للاخوة رؤية بعض أجسام أخواتهم فى البيوت وكذلك أباح لأولادهم وفى هذا قال سبحانه :
"وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ"
رابعا : وجود محرمات فى الزواج بسبب الاخوة والنص العام فى هذا هو قوله سبحانه :
"حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ"
النوع الرابع :
اخوة الرضاعة والمقصود:
أن من رضعوا من أم واحدة ليست الأم الوالدة يكونون اخوة هم واخوتهم الذين رضعوا منها والذين لم يرضعوا منهم من اخوتهم بالنسب وأحكامهم هى :
كل أحكام اخوة الرحم وهى اخوة الرحم ما عدا الميراث والنفقة والمقصود :
التحريم فى الزواج ورؤية زينة الأخوات
وفى اخوة الرضاعة قال سبحانه :
"وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ"
ورغم عظمة حقوق الاخوة فإن الاخوة ليسوا جميعا سواء فبعضهم ينقلب عدوا وكارها وقاتلا كما حدث بين الأخوين ابنى آدم(ص) حيث قتل واحد منهم الأخر كما قال سبحانه :
"فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
وكما حدث ما بين يوسف(ص) وأخيه واخوتهم الأخرين حيث كانوا يريدون قتل يوسف (ص) لولا نصيحة أخيهم الأكبر بوضعه فى البئر وفى هذا قال سبحانه :
"لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ"
وقد يطلب الأخ لأخيه ما هو أعظم من الحقوق المعروفة من حبه له كما حدث عندما طلب موسى(ص) أن يشاركه أخوه هارون (ص) الرسالة وهى النبوة فأعطاه الله ما طلب وفى هذا قال سبحانه :
"وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى"
ومن ثم على كل واحد منا ألا يظن أن اخوته سيحبونه جميعا فالواقع أن الاخوة قد يحبون وقد يكرهون ولكن فى كل الأحوال على المسلم أن يعمل بحقوق الاخوة حتى ولو قاطعه أو كرهه أخ أو أكثر منهم
وعلى الواحد أن يتوقع أن يحدث خلاف بينه وبين أخيه مع حبهما لبعضهما فقد أمسك موسى(ص) بلحية أخيه ورأسه وجره منهما ظنا منه أنه عصى أمره متعمدا وعندما أخبره أخيه بنيته فى نفس اللحظة تصالحا وفى هذا قال سبحانه :
"قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي"
وعلى كل أخ أن يخبر أخيه على الفور بتفسير ما صنعه من خطأ حتى لا تتسع الهوة فكلما مر وقت دون عتاب أو مصارحة يحمل كل واحد فى نفسه من أخيه فالمصارحة حتى وإن كانت مؤلمة لطرف منهما فهى أفضل فى صفاء القلوب[/justify]