المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذبابة العنتر


star
07-01-2024, 09:26 AM
"ذبابة العنتر" قد تكون - بحسب علماء - هي "زرقاء اليمامة" بين الحشرات، وذلك لحدة نظرها. لكن لحدة النظر سبب هام بالنسبة للذبابة المفترسة، راقب فريق الباحثين بقيادة تريفور فارديل من جامعة كامبريدج البريطانية ذباب العنتر من نوع "هولوسيفالا فوسكا" في الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه مستخدمين في ذلك كاميرا فائقة الدقة. كما استخدم الباحثون جهازاً خاصاً لجعل كرة صغيرة بحجم واحد إلى أربعة مليمترات معلقة بخيط صيد بلاستيكي شفاف تحوم في الهواء كأنها حشرة أمام الذباب المفترس. النتيجة كانت انقضاض الذباب على الكرة الصغيرة. وفيما بعد، تبين للباحثين أثناء تصوير ملاحقة الذباب المفترس فريسته المزعومة أنه يسلك مساراً محدداً يتقاطع من خلاله مع فريسته عند نقطة محددة.
فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط es%2F194889.jpg
ورغم أن الفريق العلمي لم يفاجأ كثيراً عندما اكتشف أن الذباب المفترس الصغير يستخدم هذه الاستراتيجية المنتشرة في عالم الحيوان، إلا أنهم أوضحوا أنهم لم يكونوا يعرفون أن هذه الحشرة تستخدم هي الأخرى هذه الاستراتيجية، موضحين أن هذه المناورة تزيد من قدرة الذبابة المهاجمة على الإمساك بهدفها.


وبفحص العين المركبة لهذه لذبابة بشكل أكثر دقة، اكتشف الباحثون أنها تتمتع بقوة إبصار فائقة، إذ تمتلك في مركزها ما يعرف بالنقرة المركزية وهي نقطة تبلغ فيها قوة الإبصار ذروتها. نفس هذا التجويف يوجد في شبكية العين لدى الإنسان أيضاً وغيره من الثدييات، وتساعد هذه النقطة الذباب المفترس في رؤية الحيوانات ضئيلة الحجم أيضاً حسبما أوضح الباحثون.


حول ذلك تقول بالوما جوزاليز بيليدو، المشرفة على الدراسة: "نعلم أن هذا الذباب يتمتع بقوة إبصار أفضل من غيره من الحشرات ذوات الجناحين، ولكننا لم نكن نتوقع أن تتفوق في ذلك على اليعسوبيات التي تفوق حجمها عشر مرات فيما يتعلق بدقة الرؤية عن بعد". وتضيف بيليدو بالقول: "برهنا على أن الحشرات الصغيرة نفسها يمكن أن تشهد تكيفات في جهازها العصبي عندما تتعرض لضغط قوي وأن هذه التكيفات تتيح حلولاً لهذه الحشرات الضئيلة لم نكن نعرفها سوى عن حيوانات أكبر حجماً".


كيف ألهمت حشرة مصممي المروحيات المقاتلة والملاعب الأوليمبية؟
"حشرة الفتاة"، "حشرة الطائرة"، "حشرة الهليكوبتر"، "عذارى المياه".. أسماء متعددة تطلق على حشرة "اليعسوب" ذات السرعة الفائقة في الطيران، والقدرات العالية في المناورة، بفضل ما تملكه من أجنحة ذات تصميم استثنائي ونظام رؤية خارقة، جعل منها مصدر إلهام لإحدى أكبر الشركات المصنّعة لطائرات الهليكوبتر من طراز "سيكورسكي" الأميركية، وامتدّ تأثيرها أيضاً إلى مجال الإنشاءات ليتخذ منها نموذج محاكاة لتصميم ملعب "ميونخ" الأولمبي الشهير في ألمانيا.


"أوميت إينجه قره"، أستاذ في قسم علم الحيوانات بكلية العلوم في جامعة "أتاتورك" بولاية أرضروم شمال شرقي تركيا يعدد صفات هذا الحشرة قائلاً إنها "أكبر الحشرات من حيث كبر عينيها مقارنةً مع حجم رأسها، حيث تشكل الاثنتان نصف حجم رأسها، وكل واحدة منهما تحتوي على 30 ألف خلية صغيرة، وفي مقدمة كل واحدة منهما توجد عدسات"، وأضاف "إينجه قره" موضحاً ما تتميز به هذه الحشرة من نظام رؤية فائق أن "الصورة الكبيرة التي تتشكّل لدى اليعسوب تتكوّن من جميع الصور الواردة من تلك العدسات الصغيرة، تساعده على ذلك عيناه الكبيرتان اللتان تمتدان حتى خلف رأسه، تمكنانه من مراقبة كل ما حوله".


ميّزة أخرى يتميز بها "اليعسوب" تساعده على الصيد، وهي السرعة التي تصل إلى 95 كم في الساعة، يستطيع خلالها القيام بحركات بهلوانية في الجو لا يستطيع أي كائنٍ حي آخر فعلها، حيث يقوم بمناورات أفقية وعامودية حادة، تساعده على صيد الحشرات الطائرة التي يتغذى عليها لذلك ألصقت به صفة "بريداتور" أو الحيوانات المفترسة التي تتغذى على تناول الحشرات الأخرى، بحسب "إينجه قره".


ولفت الخبير التركي إلى أن إحدى ميّزات حشرة "اليعسوب"، هي أن أجنحتها تعتبر مصدر إلهام للعديد من العلماء، استناداً إلى نظرية "محاكاة الطبيعة" حيث يتم تطوير المنتجات الاصطناعية عبر تقليد الطبيعة.


وقال "إينجه قره" إن "هذه الحشرات يتم استخدامها في محاكاة الطبيعة بشكلٍ كبير، وأجنحتها رقيقة جداً بحيث تبلغ سماكتها 1/3000 ميلي متر، ولا تتمزق رغم رفرفتها آلاف المرات في الثانية، كما أن مقدمة أجنحتها تحتوي على خلايا كثيفة مما يزيد من ثقلها، وهذا بدوره يحول دون تضرر تلك الأجنحة من الاهتزازات"، ويكمن سر سرعة هذه الحشرة في هذه الأجنحة القوية التي تتكون من آلاف القطع الصغيرة، وعند النظر إليها من قريب تظهر وكأنها عبارة عن خريطة مليئة بالخطوط والقطع، وطريقة ارتباط هذه القطع ببعضها تكسب لها قوتها، وهي الفكرة التي استلهمها مصممو ملعب "ميونخ الأولمبي" في ألمانيا الذي تغطيه مظلةٌ عملاقة شفافة تشبه في شكلها أجنحة "اليعسوب".


ما سبق - بحسب "إينجه قره" - من مميزات السرعة وقوة الأجنحة والقدرة على المناورة والطيران بشكل عامودي وأفقي، دفع مصممي طائرات الهليكوبتر إلى محاكاة هذه الحشرة، ليخرجوا في النهاية المروحية "سيكورسكي" التي تشبه حشرات "اليعسوب" كثيراً من حيث التصميم والقدرة على المناورة التي تمّ استلهامها منها.


وأوضح "إينجه قره" أن "ذكر اليعسوب يكاثر مرة واحدة طوال حياته، وعقب التكاثر تأكله الأنثى التي تكاثر معها بعد أن تفصل رأسه عن جسده (..) فعندما يقرّر ذكر اليعسوب بالتكاثر مع الأنثى فإنه يكون قد وضع الموت نصب عينه، لأن ذلك سيكون نهاية حياته، فالذكور يغامرون بذلك بهدف استدامة النسل فقط".


ولفت إلى أن "هذه الحشرات ليست سامة وغير ضارة بالإنسان، لذلك فإن الناس ينظرون إليها بمحبة، كما أنها تستخدم في المكافحة البيولوجية، وتساعد على التوازن البيئي عبر تناول بعض الحشرات الضارة مثل البعوض، وتمنع من الضرر بالبشر عبر تقليل عددها، وهكذا فإن لها دوراً في الطبيعة أيضاً".


واليعسوب الذي يعيش على أطراف المياه يُطلق عليه الأتراك اسم "يوسفجوق" (يوسف الصغير)، فيما يسمى في اللاتينية بـ"أودونات"، بالإضافة إلى أسماء مختلفة منها "حشرة الفتاة" و "حشرة الطائرة" و"حشرة الهليكوبتر" و"عذارى المياه".


ويوجد حول العالم نحو 6 آلاف نوع من حشرة "اليعسوب"، التي تتميّز بجمال ألوانها وتعيش على ضفاف البحيرات والأنهار التي تتميز برونقها ونظافة مياهها، وأكد "إينجه قره" على أن مكان تواجد "اليعسوب" يدل على نظافة المياه الموجودة في تلك المنطقة.

mohamed_ebrahem
07-01-2024, 09:40 AM
كل الشكر والتقدير لك أيها السيد المتميز الرائع وجزاك الله كل خير على المساهمة وحسن المتابعة دمت لامعا متألقا ولك التحية والاحترام