تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع) 25 رجب


star
23-04-2017, 02:05 PM
استشهاده
قول في سمّه

اتفق المؤرخون أن الإمام لم يمت حتف أنفه، وإنما توفي مسموماً، وإن هارون الرشيد هو الذي أوعز في دسّ السم واغتياله، لكنهم اختلفوا فيمن تولّى ذلك. فمنهم من قال: يحيى بن خالد ومنهم من قال: الفضل بن يحيى لكن الأول أقرب إلى الحقيقة، لأن الفضل عرف بميله للعلويين وقد رفّه على الإمام حينما كان في سجنه فاستحق بذلك التنكيل والتشهير من قبل هارون.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط


أن يحيى بن خالد دسّ السمّ إلى الإمام في رطب وعنب فقتله ومما يؤيد ذلك ما رواه عبد الله بن طاووس قال: سألت الإمام الرضا (عليه السلام) قلت له: هل أن يحيى بن خالد سمّ أباك موسى بن جعفر؟
فقال الإمام: نعم سمّه في ثلاثين رطبة مسمومة.
وذكر أبو الفرج الأصفهاني أن الرشيد لما غضب على الفضل بن يحيى لترفيهه على الإمام حينما كان في سجنه، وأمره بجلده خرج يحيى من عند الرشيد وقد ماج الناس واضطرب أمرهم، فجاء إلى بغداد ودعا السندي بن شاهك وأمره بقتل الإمام (عليه السلام)، فاستدعى السندي الفراشين وكانوا من النصارى فأمرهم بلفّ الإمام في بساط فلفّ وهو حي فجلس عليه الفرّاشون حتى توفي.
وذكر ابن المهنا أن الرشيد لما سافر إلى الشام أمر يحيى بن خالد السندي بقتله فقتله. وهذه الروايات على اختلافها تفيد أن يحيى هو الذي أمر بقتل الإمام (عليه السلام) ولكنه المخالفة لما عليه الجمهور في أن الرشيد عهد إلى السندي بقتله.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط



كيفية سمّه

المشهور عند أكثر الرواة أن الرشيد عمد إلى رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وأمر السندي أن يقدمه إلى الإمام ويحتم عليه أن يتناول منه وقيل أن الرشيد أوعز إلى السندي في ذلك. فأخذ رطباً ووضع فيه السم وقدمه للإمام فأكل منه عشر رطبات، فقال له السندي: (زد على ذلك) فرمقه الإمام بطرفه وقال له:
(حسبك قد بلغت ما تحتاج إليه).
ولما تناول الإمام (عليه السلام) تلك الرطبات المسمومة تسمم بدنه، وأخذ يعاني آلاماً مبرحة وأوجاعاً قاسية، وأحاط به الأسى والحزن، قد حفّت به الشرطة القساة، ولازمه الوغد الخبيث السندي بن شاهك فكان يسمعه في كل فترة أخشن الكلام وأغلظه، ومنع عنه جميع الإسعافات ليجعل له النهاية المحتومة، لقد عانى الإمام العظيم في تلك الفترة الرهيبة ما لم يعانه أي إنسان، فتكبيل بالقيود وأذى مرهق، وآلام السم قطعت أوصاله وأذابت قلبه، والحزن الشديد الذي أثر فيه تأثيراً عميقاً لانتهاك حرمته، وغربته عن أهله وعدم مشاهدة أعزائه وأحبائه، وقد أشرف على مفارقة هذه الدنيا.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط


رعب وخوف واضطراب

أقدم السندي الخبيث الذي باع ضميره للشيطان على ارتكاب الجريمة الخطيرة، فدبّ الرعب في قلبه واضطرب اضطراباً شديداً وخوفاً بالغاً من المسؤولية إمام الشيعة العلويين. فيا لهول المصيبة إمام معصوم ابن إمام معصوم، ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تنتهك حرمته ويقيد بالحديد والأغلال ويهان في السجن ويوكل بحراسته أشرار لئام ثم يدسّون له السم في السجن، فإنها لجريمة نكراء وأي جريمة!! فماذا يعمل السندي بعد فعلته هذه؟!
استدعى الوجوه والشخصيات المعروفة في مجتمعه إلى قاعة السجن وكانوا ثمانين شخصاً، كما حدث بذلك بعض شيوخ العامة يقول: أحضرنا السندي، فلما حضرنا، انبرى إلينا فقال:
(أنظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فإن الناس يزعمون أنه قد فعل به مكروه، ويكثرون من ذلك، وهذا منزله وفراشه موسع عليه غير مضيق، ولم يرد به أمير المؤمنين ـ يعني هارون ـ سوءاً وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره، وها هوذا موسع عليه في جميع أموره) يقول ذلك الشيخ: ولم يكن لنا همّ سوى مشاهدة الإمام ومقابلته فلما دنونا منه لم نرَ مثله قط في فضله ونسكه وتقواه فانبرى إلينا وقال لنا: (أما ما ذكر من التوسعة، وما أشبه ذلك، فهو على ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في تسع تمرات، وإني أصفر غداً وبعد غدٍ أموت).
ولما سمع السندي ذلك انهارت أعــصابه، ومشــت الرعـــدة بأوصاله واضــــطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة.
لقد أفسد عليه الإمام (عليه السلام) بشهادته هذه ما كان يرومه من الحصول على البراءة من المسؤولية في قتله.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط


إلى جنّة المأوى

في اليوم الثالث سرى السم في جميع أجزاء جسم الإمام الطّاهر (عليه السلام) فأخذ يعاني اشد الآلام وأقسى الأوجاع، وقد علم (عليه السلام) أن لقاءه بربه أصبح قريباً فاستدعى السندي وطلب إليه أن يحضر مولى له ينزل عند دار العبّاس بن محمد بن مشرعة القصب ليتولى غسله، وسأله السندي أن يأذن له في تكفينه فأبى (عليه السلام) وقال:
(إنا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ صيرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا وعندي كفني).
أحضر له السندي مولاه الذي طلبه، ولما ثقل حال الإمام (عليه السلام) مع وأشرف على النهاية المحتومة وأخذ يعاني زفرات الموت، استدعى المسيّب بن زهرة وقال له: (إني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله عزّ وجلّ فإذا دعوت بشربة ماء وشربتها ورأيتني قد انتفخت، واصفرّ لوني واحمرّ واخضرّ وتلوّن ألواناً فأخبر الطاغية هارون بوفاتي) قال المسيّب:
فلم أزل أراقب وعده حتى دعا (عليه السلام) بشربة فشربها ثم استدعاني فقال لي:
(يا مسيّب إن هذا الرجس السندي بن شاهك سيزعم أنه تولى غسلي ودفني، وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً، فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها، ولا ترفعوا قبري فوق أربعة أصابع مفرجات، ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به، فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي (عليه السلام) فإن الله عزّ وجلّ جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا).
قال المسيب: ثم رأيت شخصاً أشبه الأشخاص به جالساً إلى جانبه وكان عهدي بسيدي الرضا (عليه السلام) وهو غلام، فأردت أن أسأله، فصاح بي سيدي موسى، وقال: أليس قد نهيتك، ثم إن ذلك الشخص قد غاب عنّي، فجئت إلى الإمام (عليه السلام) فإذا به جثة هامدة قد فارق الحياة فأنهيت الخبر إلى الرشيد بوفاته.
لقد لحق الإمام (عليه السلام) بالرفيق الأعلى إلى جنة المأوى إلى جوار أبيه جعفر الصادق (عليه السلام) وأجداده المعصومين (عليهم السلام) وجدّه الرسول الأمين (صلّى الله عليه وآله) فاضت نفسه الزكية إلى بارئها فأظلمت الدنيا لفقده وأشرقت الآخرة بقدومه. وقد خسر المسلمون ألمع شخصية كانت تدافع عنهم وتطالب بحقوقهم، كما خسر الإسلام علماً عظيماً يذبّ عن كيان الإسلام، ويدافع عن كلمة التوحيد، ويناظر ويحاجج كل من أراد الاعتداء أو التحريف في شريعة الله الخالدة.
عاش معظم حياته لغيره، فكان أبرّ الناس بالناس، يعطف على الضعفاء، ويساعد الفقراء بصرره المعروفة باسمه، وأثلج قلوب المحتاجين بهباته الدائمة وعطاياه السخية ليخفف عنهم مرارة العيش وشقاء الحياة.
كان حليماً، كريماً، باراً، متسامحاً، محباً، عالماً، تقياً، ورعاً، مجاهداً، فقالوا عند موته: مات أحلم الناس، وأكظمهم للغيظ، وقد طويت بموته صفحة بيضاء من أروع الصفحات في العقيدة الإسلامية.
أيها العالم المجاهد المكافح، أيها الإمام العظيم لقد تلحّفت بثوب الشهادة ومضيت إلى الله شهيداً سعيداً فهنيئاً لك في مثواك الشريف الذي ما زال وسيبقى مزاراً لكل المسلمين المؤمنين.
فأين قبر هارون الطاغية؟ الذي صبّ عليك جام غضبه وأذاقك ألوان الأذى والإرهاق لقد اندثر كما اندثر غيره من قبور الطغاة الظالمين. وقفت في وجه هارون وكنت من أقوى خصومه تنعى عليه ظلمه وتندد بإسرافه وتبذيره أموال المسلمين على قصوره وخدامه وراقصاته وحيواناته...


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط

أيها الشهيد السعيد سجبت استبداد الظالمين وجورهم وفزت برضاء الله ولم تصانع ولم تخادع بل رفعت راية الحق التي رفعها قبلك أبوك وجدك، وهتفت بصوت العدل تريد الخير والسعادة لجميع المسلمين الأحرار. لقد فزت فوزاً كبيراً وبقي اسمك عطراً على ألسن المسلمين المجاهدين قاطبة، ولقد خسر خصمك، وبطل سعيه، وأخمد ذكره وبات لعنة تلفظه الأفواه ولا يذكر إلا قرين الخيبة والخسران.
أنت كوكب من كواكب الإسلام المشرقة وعلم من أعلام الإنسانية نقف عندك لنأخذ عبرة ونستلهم من مواقفك كل جوانب الخير والحق.
لقد كنت على شفة الموت وجفن الحياة وبينهما مشرف الشهادة وهذه فوق الحياة والموت لأنها عري الذات وامتشاق الإرادة للانهمار على بحر الله والانذياع فيه بدون شراع. فسلام عليك يابن رسول الله، يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تُبعث حياً.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط ccHCggGB8lHBcYITEiJSkrLi4uFx8zODMsNygtLiwBCgoKDg0O GhAQGiwkHCQsLCwsLCwsLCwsLCwsLCwsLCw0LCwsLCwsLCwsLC wsLCwsLCwsLCwsLCwsLCwsLCwsLP/AABEIAKgBLAMBIgACEQEDEQH/xAAbAAABBQEBAAAAAAAAAAAAAAAGAAIDBAUBB//EAEEQAAIBAwMCBAIIBQMDAwQDAAECAwAEEQUSITFBBhNRYSJxB xQygZGhwfAjQrHR4RVScjNi8VOSsmOCoqMWNEP/xAAZAQEBAQEBAQAAAAAAAAAAAAABAAIDBAX/xAAjEQEBAQACAwACAQUAAAAAAAAAARECEiExQQMiURMUYXHB/9oADAMBAAIRAxEAPwDw2nK1NpVI8nNczSC1L5XpQUar2qYwcVx MCpDPWbWpIg8uumLjmpUfkEU2VM1aMVqVdYYrlbZdU1OlQCt/xJ4clsGiWYxt5sSyoY3Dja3rj0ORnoccE1mtRiNUZrWuNN2w28 rBwspYs4GQF3lFAzgFsxSnGfSjHw3o0U6brK36F1M1xGbhgQbc A+WAIYwRMzcrIQImOatPW15yUPBx16fv7q4DVzU9QluH8yaRpG xjLHoOcKB0VRk4AwBWufD7zxW7Wo83+GfN2jAjbe2fNkYBEyMY y3RR606Ov8Buu0c/RtpELaibe58uRGgmVmRg6r/BYllZchio3DIzz07Gh660gxQrMRvQzOm9cmNvL24ww67vjPrgZ q0zgxzXSK9C+kjQ7VdVuAJ44IiqyMNjEqzAbo1jUfEx+2Oi4bq O+fZW9sttPcW8BmNu0QZ7rp/FLqGW3jbaMMo4dnHxUauoMAp9GniDwrbjT7fULWbIfbHNEwIIn AHmBCBgZOWCHHHIyOA7wk408vJdRgtNEYo4Rg3HxkAuFIIjGMj 4xls4AIJIrVOAKcMMZBGRkcdRkjI9RkEfdTlGaLPFsCtY6TOBg tBLCcesM7c/M+Zmm/R/4Wurq4ikig8yGKVGkZyFiwrBmUueDkDBABPPSo4EXU96bXuv0s avZyWckNxNBc3ysDbtDGylEYqRukBZTlCSRkA5GBxmvIbmxVbW CUMhLs4YBhvBBAAKdQAADk9fM4zg4tHRkUqI/Fngi709Y3nj/hyKCrryoJGfLY4+Fx6d8HBOKG60zZjuKWK6FpAVBwCka6VrgFS LFKuniuVJylTlWniOhIqVOIptKOIrlTEVH3o02OqKcPakWpuaE 6X9qaWptKtBLE1WVPvVMNVtZMLnvjisWN8aqydTWl4c0j6zNtZ isSK0kzjnZEgy5A7nHAHdmUVljrXon0Z6VDc2mqRSXEdu7Rw4k foEEpeTuOCUQdfStCTQJfSiSRmRAisfhRedo6Kuf5iBgZ6k8nr RprP0Z3NvaG5MsUpiA+sQo257fd8WGHtuyemMk8jJoSvWjWdjb lvLVv4bN9ohejkdixG7b2zjtXt2neL9QktriW/soIrU27rJMytE7koQiqjsTIWJAAwBz1HSstyfXjuvSuiwW+5zG kSS7SxK750WUsF6L8LqvH+0nua0vo5u0F2sEsAuI7n+EI2cqqu +FWXjoQCRkcgM2Oa3tB8SaZc28UGqwP5kCCOO4izu8sfZVtpyd o4HDD5c5tJc+HLZlkjW+ndWDKMlMEHIOcoRgjtUfrz6OGW2ufL aFXmjkKGJ03guCVwU/n56DkHA60QeJPDmrtbfWrxJFt024VyqBNxCjFupHl8kDAUdaOP Hv0gyW/kXFhBBEb23ErXBjDTbslWTPQ7MAcg9aENR8US+ZDby3UrOZ4pL qZ33BWVgRGicqEiyScD4nHQhVpCL6M7B4dYgilRkcrICrDBG+1 kK5HbIYHHvQn5Uxg3bZfIDkBsN5YkKjIz9kOVA98AV6BpV8f8A XLKVpbVt04RY7XmONXZgFyEVeWkJOCSSSTjNYGqajLDZC0R9sJ nmWVNoyzxSIykvjdgK6YAwMqT3oOL/ANIWly3WqbYIzJJNBDIqr1IFqhbHTshP+eKo+D1LWurQkEZtBI QexhuIj+PxGrXji8eGXTJ4mKSDTrV1ZeCGVWXP/wCNa0Vys13qUqhV8/SWmdR0Ejw28kgHzfLffSPHtR8BXYgVre+G2xvgFLbhuhkH/RnxnMWT0LAbguRkIaoXHh6XT7m9SUEyQQM6MM4YSPHEsoPoFmZ vZl9RXdavPrNrbxrdNKIIUC2yxSFlYL8bSOQFIBLBWBbC7QAOa KfCGuy31qEjfGpWCM1uxAPn2+MSW7g8PgcAH/t/7jQUGhaVby6PbT3zMlvbXM/wgfHNvERWOPp9pgQSOm1uRyRlX+p6jrBENrA62qfClvANsKAcg O/Ck98sRz0AzVrxV4in1DSEmuCpZb8xqEUKqr9WB2gfPJ5zQpqfi i7kijt5JXWBI1VIl+BNoACkquN+cZy2Sc571LWs3hq0tf8A+9f JuHW3swJpPdWlOIoyD25rL1vWLZ4/KtbNYEDAmV2Ms74BAy5wqA5yVQDkDn1NdD8CxSyMfq9w8B+qMj kEkpcW7CZhjhgkksch252iPFeWuuCRkHBIyOh9we9UF8PbNf8A GawanPa3y+bp13HCzK3Plb4Y/wCIvcDcMkDkfaHI580+kDwk2m3Plht8LjfBL1DoenI4LDocex6 EUReMIUmNtI8kas2jwupc8M6tscDH2nKB9o9QKi0m7/1DSJ7OXmexU3Fsx6+SCPPjz6AHIH/HstOix56DThSUU9aqxDDXGqRhTJKVY5ikRxXUFdcmpGAVJHTFq SMf1qqjspz1qDNWXWqxqhqd+ai71LIelQ0RVKDxUeKmQcVAaYq VcrtdUcUsuA81plV8vP5ZP7FZmDU5k4FZrXGou9b0sJGmK4XiS 8ZXb3ihjMS//vlP3VgCj/wxrtvYrJZahAZ7aYRyuq8PFIUDBl5BzsZQeQQQfcGp4gzTbhop Y5VxujdXXIyMqQRkdxkdK9p0nxkdWhYalp8b2sQLSXSsUWPAPK 7skv2wjZyRxUN9o+nWcTXMOjXc4REkzcMREFkBKkrvbfgDkbDt 43YoVn1+91IG4lKJZWcsBeCLKIqvJhcIPt42nknjPGKHSQJTaY 0ccjyo6MJVjCPlWGVd3yCAcgBO389a9/brql6iabZGItGoaJTlQw+2+7oicgZ46Zxk0R6X4jF1cXNvqdpJ fkPuUW6lWjMO5DhYyp8vafXsM5zxT1rxzI9vJDptqtlZggTNFz I27IXzJAMqGxjPfpu7VCtjVNKiNpaLGj3sem3LwziHJ8zzFSZs YBIj83dHn0HvXpHhy2Se2je30+CxJfDxXFsMsuBkptKlvmw5x0 7nwjwNqt/DcLFp8myS4ZUwQpVsZIJDKQAoLHI5xmutq2oXck13LNM01qoYE fCYzvAY7VACAANngZOAc5qNGniuxWbU7VtM0y4jMMqtK3kNCjl XRlwrYVAMN8Tbc5HtVH6Q/o2uYfrd0JYWiWaSfylJ8xUlcfEQVx0C55/l4qHS/G+qXsd1G96y+XaSTLsSNGbyyhI3qgYDYW5BB4pnhzxvcXywaXM YwsxWA3JXMwiJBMeehJwFyR8+eagxvGEZmt9J2KXc2flgKMklJ 5VAAHJ78USeBPBM8Am+s/wZru0ngtoG/wCo5MRZnZeqKoUDB5yw4Hcel8SXGm3ECxbRLYpJAwdcqWaeZnI HXBDrggg4HvRvd+MZJrFtQu7KK3uI9v1O5UlXkk3fZSNhuaIKW LZYqQSOc8R8awvEuv3ukrb21myQW728cqyJGu+ZmRTIzuwOW37 uBjClaHtO16+lulvgPMktP4kku1I/h6FZJFADbhlADljuIFG1z9MdpcwKl7pqysOcZUpu7spYbkzz6n nqaz3iutUiXeINL0lTuAwI4z7gHBuH9DwuR69YTyn8faSqafdN CP4TaosqY6BJbQNn5bpAv3YoJm0xr3zJ7WF1it7ZTOzHKgxxhT ggd9o2rycAk98FMn0kxW85hhtxc6esKQCOc8yeWxYTNlTgkseC OgXhcYFK4+lW4FxC9vDBb28JYraoMRtuUq2/bt3HBODgY9OuZWz0w9G+v3SMIZZ2jtYXY4kcLHHtJZRg/wA2MbR1wOw4px+Grh7RrxYnMIkEYIUnJIYlhgfZUqFJ6ZcD1oz P0i6jcSCa0hjiitQZWiiX+H9lgzSnI35UtgDB4JAyM1nH6WNR+ tNcq8akoE8oJ/CCgkjCk5zkk7s55x04qV9NTStIF1daTa3isojsnaVDlX2iS5eN OMFSUCHscGtLSPBi293Be2Ev1nT5RIjt/NGHidWWRcDjkc4GCOQOMjf0daxJPrlvPO5eSWRg7HvvidAMDgD BAAHAAFbXhln0CB5rwMWuiI0s8/aiDDzZnQ9Dtyq5/wB/PB4i8oUU8cUQ+OdFjtbn+Ad1tOiz27c/9N+inPOVIK888DNDxPIpc/RGoiaRauCnGbT4zSYU1VqQihGqtSREA+tNVaeF5q04dKx71WZK mIplUVcxTQK6DS20hN2qB6eWqM0Q0lFd2+lJRXVFIICpIMA5Oa 6qe1OeLv2o04ZNjtgdc0Y6/f2kl/aSiFljkaKa4WUgk7mTeuBwI9iZUHJxITxkACGP6Ue3n0fXd4tv c2cYmimt4RlXRdjpCkciNuYdGQ8j+tTUV9c1+6stSkj86V4re4 CiNnJVoop/MjjIJ5A469OnSjzW1D3LWVtapbw3dvdiMrgCeZc7WYYG3a0AwO wkz3qv4ztrDT72e8uGF1duweG0H2EO1QHmI9xkA+vAPUDWv6zM +maXICfONxcuJFyJBJ55Yhcf7vNBx6oKG55bHgbR9RtA9yyfVS 1yHuppwEAgjw7qARk+Y0jfZ/8ASHIrN0rWVg0uS8h2xyrqUgjUrkSxyRxl4JB0KlMHB4/hDHODWZr09/coq6ldeTGCGCzttc9si2jUyH2LKB71XuAn+iSrEzOiakhDMoQk NbOMlQzY5X1NQ9DPwpe6JdXdtMglsLsSoREOYXcsPhB2kKD0/k69KXiD6MDd3M8tvqFnmSQl0BK4bOWUgO/O8ZIPf0xQY91bRzaWkMJSaJoHmlzgSbzFIvw7j03H4uPTAwMRa zpyPrlxFKP4f1yUuBnJQO7kDbzkrwAOcmpWj3wl9E93bXBeWe1 aJoZomCu5JEkLqOCgH2ipPPQGs/w79HUNld20txqtoJI5o2WJPjZyHGFGWBGTxnaetDvgdrc67D9U DrbtIwjEuNwDQuMHBPcnHOcYzzQZpc/lzxP/ALJFb8GB/SlndeqeJvEmmWF1OYbV7y9WVlaW6bMaOpIwqfzbdoUcA4Aw1CV tqc2q3yS3xeWJTmUjCxxRd+4EaZxn4gT0B3EGii9jvJdR1izsr eOZLiQiVnUYj5J3+YcBSCz4zk55AyKHfG3gzUNPt4vPdHti3Hk sTGHwcFl2rliM/EQemM1LcVbfSYrq+uktNjxhJpIByqkY+HiXkbA245/9M9aGLi4dzud2cjjLEk4HQZPOK0dCszIl2VXc0dsXAxnAEsKuw +UbP8hk0vD2qi0uYpzFHMEJJjk5VgQQfvweCcjOOD0qG6dfWSR pauWUrKm59jBnGJGDZXOVIGAM4yVNX/Hvh6KzvjDBIWhdVkjZ+AEkGR8XR1A/mHy6g1kPC11csIIeZZGMcMYLYDEkIo64UcfIUUeObKYLp9k+Jb yGExusfxsoZyYYSV+06L2HTcOvUxvlW0jUPIjmt7RvPa4TE7uu 2FU2sCVD4IK72/ivtxyAvOTXgvNPgwv1WW6desjzeXG/GDiFY9wXupLbsgE4+zRHF9GomtXjtZBPqMDp9YhDKERXD/ww7YV3RlG4hsA5Hap4PoneWJo4riB76KRfrCbyEhRlbau4A7my Mse3QdDkLA8DeJTBfQssFupkuU3OULMiPINyR5bbGNpIyFzg9a f40jQ31091dPIwnkUJGDI4RZXVVZ3wkYAAAA3Yz9miGP6Pbb+D dwX0Atbfi5kLNvMsUjbyicjDYXYMjIKnnPN/wp4g1C9LmG2tVtw9wZLi4jGxY53LurOSN2GOSF64G7jmox55r1 6JbGzCqyrFLcRoGbcduLd8Fgq5+OSQ9B9qh3PNEPjO8gLx29oS 1tbKURz1lcnMsxHbc2AB/tRaHRWo58vZGuZrprlLLoNOzTQKnhti3bj1/fWimOKcGl5nNW7uzVCAWye4X5dapSDBxwfvoPpwHnmub64wrga kauLCO1caKp1WnmLPOaxrpioIiaYYwOByfX+1Wio7kkU1YatHV AkfNOWH76shPz7+tSxQH+/+adXVCsecAde5/wDNTi22nkZ+RrSs7VD1U59P89/vq/8AUoxk+g6emB3xnNCDMsGOg4/eK2dG1B0s7pY5Z4pF2yDy5XVGUssboyKQM5kVg3X4SKq375xhQ B29/Sruh3kKQ3Eco+OVQE+EnkHIIbcNnxBSc5yBjHPDTxE3iTSrWa+ uXu7o2+YbaWPCF/MUwxiQDjlsDgdc5ODg0r+wY21vbabK85S+n8mVDsPlm3hZ2LAj YFMu0twOO2cVcWCz1G3gSacWt3BGIg7/APTkRPsZJIAIB9QevUdNRvBTfVUtY9Qto4SS8rBtzSuwXOfiAE YCqAmeduTknAGtgd0z6ObWfdENVhe9IJEaDchYAkr5hOZDwckc jrisDTYGXTdVhcYeGW3YqezLLJE/4FgK9B07wppljiQ38DXK4MbySKERh0cQo258HszEVB4fudIs2d mlku/rEnlTzyr/AAiTmQnyyPiAdUJODjeOcUq+XkN7eFjE3QxxoufXZ0P4YH3UTe OrwRa7PKM7UuVc49BsLfrRP498PR397bR2QtvMMTNcPAQIVQMN juV4U7c+p6dsVFNNoqyymSG51CQsZJ503JEuX+NlVXGEBbqcjk fEamcCH0Ykrqtif/rD8wRRRffRTPNdCa1ZJbGZzIsqMuUQndt2EjL/AMoxxnGSvON3xP4W0/SJhfLLIjDLW9sPiDSAYGHOSEBYE56Z69BQFpeianBcpaI81rJI u/8A6pjQLjJkZkbGABg98jHWlmDbxD4T1e+aQFIrC0aRpCjTKAxd izSSmMsZHJP83A4AwKqz6VHFp/8Ap0F+k4uJkJY8oGVuUt4U3SSMzbct9j4eoOaBNUiuHNwtzPJI 1u2wh5GceZ5gTbliewkOR/srvhXUDZ3UVx5Yk8snKE4yGRkPxDODhjz6ipqf5b15bNoVxG3k S+fjIeZkEboTiRBFEXDAr8J3OSM52g4NaP8ArHhyX+JJY3Uch5 aKNjsz324lAA+QX5VL471qK90yDy7eSAJdbYvMffuBjlMmxiS2 0NsB7AkDtwD2VukL2skpJUybmC4YiNJFG4DudyycZ5244oX0da f4pknkNloVlHaFgd0nBm2jGS0jfYAz3LHJ4INFEGoaZZ+ZZbLu 0u2G15hH5lw+7lmWZfNJ38nK+vGCOPLPCOvLZTT5gW5hmXYUk+ EsA4ZDkBgGyAcYPOPSj/xN47uleGKGKO0ma3LzMR5ssUah3VNxAwfLBbaRnLgcE1HzU6/RPHEvnW2pT2wZcFpEMbYPZvijYfIigGXwTK161rYzpdnyt8kkb BEALYIZt5B/lzyevTimaPq6yyu2oJNemSNkQeYSyyNgqV+8AYX1PB6Vr6F4Tl tUE93ff6ejYO1HPnPtzgbEPucfaIz0o3bjXzdNl+h2/AODbMw52CU7vzQD8TXo+g+H/OsorW9VJSynzt8hEsMn8iRRBdiKBt+yVB64YHnNg8aWUr/aa3mMW2C/uIUJdRkFs4AxkHrgZz06UKahp+lwu9zc3z38xYtsiwu9u251J2 jp0ZcdvSteGfP153rWnfV7ieAsCYpXjJx12sRn2zj86onmruqX TTzSzOBukkZ2x0yzEnHtz+VVkH7xS5X2j204R1PgfhU6Q+1ZvI ziqlR2B/H8+lSxTMO59KumMMc7cewOB/SontyfsqevTr95q1rFSaTmm7s8c/pUslswOCOabsIwahiEJT8e5q1DGpHOB7jr9/8Aio+B3q1dV9Yuv7/xXHTrxitU2OATUaW33/Ost6yhDnjvVgW5BxxWi1qSCP6Y/oKnhsPbjtUtZiQ81egtavtZYwePvq/a2w6YxzSNUYbU9gB8qvQ6fkYI61q2tjz2+daE0axIXfoPQc+wq GvObm1wSo7E/wBabpliHlUH0z+HSrl62SccZzXdGnEcoZ+V2kZHv3x/atZ4Grc9nT9F07MyuJYotjA7pCox6soYYYjt746VvXNnWdNZe1 Zalxj+KLeDz2MDFg2Wcn7O8sxOwbFO3BHUdc8kYJl0bRFvIUjF xBA0Ujs4mbblHEXxrxhyPLIIyP5fWuXVpzVN7ahrt5bup3cEcB sbOdIrcnNxctkyXDeixoC/ljt0B9cZLDj6t5MckNrkRSKUkaRV3ykggtjnygAWCqCcBmyTnh r2/PSpGsht993TtjH96leSnqWqz3EcEU0hdYAVjyBkA7cgnq2AoAz 6VsS+JGmsZIp3eS4DCOJ2OT5MhjeVSe4Bt0HJ/wD9T71nfVP2c1K1nkjOPw/pxVo1L4TtIJRNbXEogEoQxzHlVkjLYDZxwyu4ySO3tW83h/T7H4rq7W7YfZt4MDce29wxwvft9/ShtbDPTOKnGl57dqZQsyar9duGa4dIUEDpCFU+XECuAiqv/buGe5I6cYs6NotreW8aSXS2s8O5cyAbZI2dpFxllwys7jr07dK zv9PI60/6pQdbq/UtN5tSLu77TOAIoj/uRM4ZvQ5OPXscDSbV55Z1eUCSeMqJJG4L+bE+GftuCMuf+4DvV hbLOOP3xUw08nikakt7pdJEuwJNekFBIDlIAR8RTI/iP2zwB7jO4OkuDKzNIxdz1Zjlj9+a2NQ08DP9s+n3VBpWmk7iB ++/6VnjJum8vDT8VbpBH8VvsRVVfLZCzkIoLsqklenCnAA46k5Gjb GiaDSietTDSfats3loO+rHmufV6KZNMx2qrJZcdKFMD4i5qwGI XAPGOn31orZZ9PvqM2/txQ1FRSce1WEl4I6Hj2PfviphBn5/+aS25xUkZwRkgD585wKrSIpPH51ckiH5036rz91SVIbdc/v+tMuAAcfp/mr7W/txUNzCM88UxC+O3znNcNh6e/6VftsZz/erO0H9/KnHPWK1p2/H9il5R6YOM/IflWxtGegpkvH4/qKsXZVisRkEADFX4LM59qkScbgMDp8q29OQMMjGfxqWm2Fpnr9 1X7rSlljZG6EdfQ9jVq0tq1I4OOlIteQvpyqDxk88n5UzQ9JSW dVIwOSR2OBnFatwnDf/AHUzwaubpB/2t/8AE1r4BHcWntWbLa0VXFvWZNAKwdCd3aZqhNaGima2zVKazNB0 N/VTUgtOK3Us6kNlxRi7BxbL+tTtZYP3D+grcSy9u9Oks+fuH9BS OzFjteKtx2vsK0Us6txWlS1htZegFNFj0z+/xoka04pi2ntSNYQs/jT3B/IVdFlz0rNuZbhZkA/37QSoA5IHTGT/AO6i8249Kz+P7/trn4wJavYjbnHY/pUml6aBCpA6jP41r65b/B26HrUtnbH6smMZ2D9Ku0lurLZGclpj5VI1t6DPzrWjgDc1Bds FYLz/AIJwPzrV5cZNGW3GHJZZzxVOew46UUy2/FVpLYHtzSNCM9jx0/eKiNlx9377Vt6uWj4ABBU88k+nbGOtKwi8yJWIAyDxz/uPr+/eucv7WN/NYK2XNOW06Vvx2Qz0zTxZ+1axdg3JZfEBtzk/r+dMnsdrYAx3xRKLf4+KqXEGSaFKwihLc46d+fz/AEqC8tuR8v71vLaYPrVW9txuHbj+9MWtGwukPDArx1HP59fyq5 HKpPDDtz/is3y1XOD91PS0R+T6fn+ldOs+OetqKAPuwehxWdenBKgjcCOM8 9R2696y7WyDKWA5DYwTxjAqORTnCk5/5D19c/vFHU6IntDjOffH9eKjjVv5M59v7jFZdnJKJAN77tucHB4z05+6 rDTyLvUdWHODjIxjPB4474ozkfDSt9bni4DHg5wcHvnvz196s/8A89lVXBRST9lum3gD7ODuGQTye/yoemv33bWiJKgA4YcqD1IIzkgetQ3upI+Q0TqOMELz75wfnVt+ w5E8kYlQ5ZieD6dT2qDS3kgkWSNskdA+cc/9wx6+tWTq8LIAPhKnptI+HA7kYPINTrNGzuquCiIpXBBGRjd95 yc/4q7Z7i9/XpqASIrjncoP4isu/cRjJBPsBk47nHtmhK0v7iJV2SMEb4lGcjGcjg5Az7dc0tV1qSX b5gUFTgEZBySPc88e1Hi+mcrcsjG5Yo+SxyVJ74xwOo6VYltqF rbUgsiuMbhyN3ywQSOT1Na2oa1khkOAOvp6nJPX8B0om/Ybx/hfFpUotMZ+VSaFc+eucdMdO+RnNbH1bg1qRi1hRWx44A56Yp0l keOK21t+lPktulODWGtnVpbTv2x+laf1auXDJGhZyAoH48dAOr E+g5NWDQHeanJHOkaHeDvd8gEbZD/BVXHyJBycjPHTEA8aQhiCjEA43LyM+x7j7qg8R6asJkSN/wDqSOXbHIUZbYF7YDFR/ngae7CgxIMqeOvCkBs4IHx7sA5rledvp6Jw45tFKa1avcRyFto GS2Q3XHw/y+tFVrqMEpxHIjE9Bnn8DzXi8rSAjG7pxjv70S+C9Q+qmSaeRQ WIVYzktswCzIoyck4HPHwnPWjzFeMo88QR4jPyplnfBLWMBcna Bn5HBHHtQnqPi2RySIZPKIx8XXtzjoOOwPc1nXniHzFiH8aPys FCMYDD+bA+1wWGGzwxrzfk/Fy/JXTjesgpt9ZSN8sdo7g+nsDWzqFzCVVkdWBwfQ9j8+tBOoa9Dc oVcMm7kEZ7d+gxUugSQtGY5XTeGOxhIVJTjA2lsZBJHGeAK4f2/wCWyTzM+eL/ANjr24exrEN6hgMZ/vTZLeqEt95Vs5RgfKRsbuSdueT0yMjGe9CVj41zOssseSIzGRG/BBYNny36EEdQec89Bj6ctzz7ePN9C7VrQFM88Z6HHY/2rlnZARqAOAo/pXdPuzPFJLz5bP8AwgV2kAIAwIyf59/Na1nCNi/8R/QVmX9rFZ4ZSWY4rptuD863BCKZJCMHiujAblgw3A5rOnGM560T zRfFz+lYt3bZY49P19aKZWdGQTj8/vFV76L4vurcFhx0yeOao30Px/d3qOoLexJ3Z6g0vqpU7h/59qIVszgmmy6edv3U+RoTgjJDDtuJPvUUlkSc46DNFum6TuVj+ lWBoZ/KtRnsGobZ/tD7Wz09xVBLVg2RnPrmjsaaQoqrFpftyTTi7QNujB2cD4iq/rVSHfu+LkN6/p6Uby6Rg/y8gfkP81Xl0UgjgU+Wezz+W3wqYHO3n/3NipVgVecZ+AY+ZLZ/p+VFc+ileDg/+c046NhcnHQD/wCR59KmuwbCjG7c4+HOATnOTxjpUxUkje+8ErjcBnn5AdK15NO HT0pzaXjaSKMXdj20JDZ+Ek4zznGeemOMgVbkXchXB9OcYPOOK vw2G1u1Sy2nHTqc/nmjqe5nh2/kt1CqFYHru9icYwfSi2y8Qxsv8TKt3AUke2OtCn1OpDbMKerNs ovj1yA/z4+YI/SpDq8H/qD8/wC1B8URXp+n6irCzMMfZ9O3v7VnrV+oki12EnGSvuRx+RNKXUr Ztu51JU5UkHhtpGQccHDEZ9zQ/wCcQF24PGDlcY6cZP2v81XJb0H5en5UZT+rE1C2iZ7lA22ONWa PByWYsB1OSeCfc+vasGxsNznGTw2PnsH6n+lE8lo2ZCBncCPzq C0shuwePhP3kogx88iq8cmR0nLVCLQzwMdFx+AH96i1bTNrcdQ nUcYywHWiaEFVQAgjBGc9PhGM+vxZH3Val0kSIWLBsxAHB5zuH t2PWuFnJ07R5Ypk2OgOQzAnIyeAe/vxn5Cq8ULpyR1HHbr0NHR0ELIARjOensKgu9JOSWO4KQPfH/iuuMdgdEHXqP7+nzqxGpJG8DHTHJ69O+euPwonn0fIBw3XqR8u 9Mm0rGPb2rWDv8YMAwGG9sYIIUsARwDkZIIwTTLK2Xevz7/59634NMyTwelTLpXHSicV3OsdedF2hAUBx1Pc59CM9fxrVg8Su ECBBkDGW9e3C/vis6LSMnpVu30kjHyzVOEXdqwa8UQFlDeoU8jPz960U12Bh1Ye xU/pxUulaQscbvjkZx79P811rBD1Rf3gdqZMYvPUUl9Ef5gOM81lp PGWPIxgnP31snSkC9APmuaqW9im9gdvTpjpyf8AFC8HoU7Mvas fVtu/hh0/U0UmxUAcDgenXisPVbNd4+Xy7mtCCC7tdq59xUqW4K9OcdKvX8 JIX/kP1qxFHxWsc+3hnaTYjZwK0FsxUmnR4GPeru2tSOPLldY9xa9B TFswO1adwnSkIqcM5eGW1iD16Cq1xaD3re8uopYKrDOQeSyz29 qm/wBOA7Dp3rXit6m8gVSLlzDp0726D9iuDTh6frRCbeurbirB3DS 2A3dMU59Nyc4oga35p3kVYbzYA08dwM/vmmf6d14/H0oh+r13yasHcPrp46Y4pkmljPT7qI/J9q4YKsXcPf6fx9kfselN/wBPHBI+f50RmCmrb4qxdwxcab2wOD/5/T8KrXGjDnjHp+/uova2HaomtsUXi3x5gldNwQMdqsDTtpPw4z+hz26dqJxYDPrTf qAznmsdXT+owxpYAJKn8+MikukD2GBxjvjkURw2mBUi2da6sX8 mBZrDAwBx3HOM/s1MLHPLAHsBjgevFEUlpSNrTeI4/kDP+lqOg9/8/hTv9LHfH7/Y6USPbVF9X9qOp7sNdOx7GpUsB6VsiKnLBVi7KEVqcYBOPSnpb 1oIlSiOtYz2ZrW/uap29p8Z+VbxjquIOazY1OSCa3+E/KhvVx8S/wDH9Woun+y3yoc1iP4l/wCA/q1Vh40VXEeQPnSiXilSrX1y3wdbrirVKlTGOSKUdKcBSpVL47i uFaVKkOBKcFpUqlXMUsUqVQLbSxXKVRdxS21ylUEUkwXdkN8IB OFJ6+mB8X3V1ZBlhg8YzkHHPPB6H7q7SqJrTeinPw9v9x/SmCcHbgHnPUEYAB5/IfjSpUNRIZBnGD1x0+fPy4601fiAOCM9j1pUqhDhHzSMVKlUtO RKdtpUqRaW2uFKVKpOMlRMnSlSoalcKUwCu0qmocoqVRXaVQpr imFKVKpI3TP4Vja2uHX/AID+rUqVGNR//9k=

زمن وفاته

المشهور عند المؤرخين أن وفاة الإمام الكاظم (عليه السلام) كانت سنة 173هـ لخمس بقين من شهر رجب.
وكانت وفاته في يوم الجمعة وعمره الشريف أربع وخمسون سنة أو خمس وخمسون وكان مقامه منها مع أبيه عشرين سنة وبعد أبيه خمس وثلاثون سنة.

محل وفاته

المعروف أن وفاته كانت في حبس السندي بن شاهك، وقيل أنه توفي في دار المسيّب بن زهرة بباب الكوفة الذي تقع فيه السدرة وقيل أن وفاته في مسجد هارون، وهو المعروف بمسجد المسيّب ويقع في الجانب الغربي من باب الكوفة لأنه نقل من دار تعرف بدار عمرو.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط

التحقيق بالحادث

تحقيق وأي تحقيق: خداع وتضليل لتبرير ساحة الطاغية هارون! قامت شرطة الحاكم الظالم في التحقيق بهذا الأمر الخطير وغايتها تبرئة هارون من المسؤولية إمام جماهير الشيعة ومحبّي الإمام ومن المكلّف بالتحقيق؟ فاعل الجريمة نفسه! ما عاذ الله فالنتيجة مكتوبة قبل المباشرة بالتحقيق.
كلف هارون السندي بالتحقيق وكما يقولون (حاميها حراميها).
أرسل السندي إلى عمرو بن واقد وطلب إليه أن يجمع أشخاصاً يعرفون الإمام (عليه السلام)، ولما حضروا وعددهم يقارب الخمسين رجلاً سألهم: هل تعرفون موسى بن جعفر؟ قالوا: نعم. فقام عمرو وكشف الثوب عن وجه موسى، فالتفت السندي إلى الجماعة الشهود وقال لهم: انظروا إليه، فدنا واحد منهم بعد واحد فنظروا إليه، ثم قال لهم: (تشهدون كلكم أن به أثراً تنكرونه؟).


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط

فقالوا: لا، ثم سجل شهاداتهم وانصرفوا).
ورواية أخرى تقول: إن السندي استدعى الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عدي وغيره فنظروا إلى الإمام وهو ميت وشهدوا على ذلك أن لا أثر به!
هذه الإجراءات التي اتخذها السندي بن شاهك إنما جاءت لتبرير ساحة الحكومة من المسؤولية وإبعاد الأنظار عنها في ارتكاب الجريمة لكن الإمام (عليه السلام) قد أفسد عليهم صنعهم وتضليلهم وكشف للناس أن هارون هو الذي اغتاله بالسم.
وأما ما اتخذه هارون المجرم لرفع الشبهات التي حامت حوله فإنه جمع شيوخ الطالبيين والعباسيين وسائر أهل ممكلته والحكام فقال لهم: (هذا موسى بن جعفر قد مات حتف أنفه وما كان بيني وبينه ما استغفر الله منه ـ يعني في قتله ـ فانظروا إليه) فدخل على الإمام سبعون رجلاً من شيعته، فنظروا إليه وليس به أثر جراحة ولا خنق. وقال أحد الشعراء:
ومــــهما يـــكن عــند امرئ من خليقة
وإن خـــالها تـــخفى عـلى الناس تعلم
كل هذه الإجراءات لم تجد هارون نفعاً لأن الحق لابدّ أن يظهر، ولا يخفيه الدجل والخداع والتضليل فقد عرف الخاص والعام أنه هو الذي اغتال الإمام وهو المسؤول عن دمه وكل مساعيه باءت بالفشل.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط


على الجسر

إمام المسلمين وسيد المتقين العابدين وسبط النبي الأمين (صلّى الله عليه وآله) ألقي على جسر الرصافة في بغداد، قد أحاطت الشرطة بجثمانه المقدس، وكشفت عن وجهه بقصد انتهاك حرمته، والتشهير به. حاول هارون بفعلته الحقيرة هذه إذلال الشيعة عامة والعلويين خاصة ولم يرع الرحم الماسة التي بينه وبين الإمام (عليه السلام). لقد اثر ذلك في نفوسهم تأثيراً كبيراً وظلوا يذكرونه طوال مراحل حياتهم. اندفع شعراؤهم إلى نظم هذا الحدث المفجع وقال بحسرة ولوعة المرحوم الشيخ محمد الملا:
مـــن مبـــــلغ الإســـلام أن زعــــــيمه
قـد مــات فــي سجن الرشيد سميم
فـــــالغي بـــــات بـــموته طرب الحشا
وغـــــدا لمـــــــأتــمه الــــرشاد مـقيم
ملـقى عـــلى جــسر الـرصافة نعشه
فـــيه المــــــلائك أحـــــدقوا تعــــظيم
لقد ملأ الرشيد قلوب الشيعة بالحقد والحزن وتركهم يرددون هذه الفعلة المشينة بكرامة إمامهم طوال مراحل حياتهم.
ولم يكتف هارون الطاغية عند هذا الحد، بل أوعز إلى حارسه السندي اللعين ليأمر جلاوزته أن ينادوا على جثمان الإمام الشريف بنداء مؤلم تذهب لنفوس لهوله أسى وحسرات، فبدل أن يأمرهم بالحضور لجنازة الإمام المعصوم ابن الإمام المعصوم أمرهم أن ينادوا بنداء قذر موحش فهتفوا في الشوارع والطرقات:
(هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت، فانظروا إليه ميتاً).


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط


التوهين بمركز الإمام (عليه السلام)

بقي الإمام ثلاثة أيام لم يوار جثمانه المقدس، فتارة موضوع في قاعة السجن والشرطة تجري التحقيق في حادث وفاته، وأخرى ملقى على جسر الرصافة تتفرج عليه المارة وهو مكشوف الوجه. كل ذلك للاستهانة بمركزه والتوهين بكرامته.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط


تجهيز الإمام (عليه السلام)

اهتم سليمان بن أبي جعفر المنصور بتجهيز الإمام وتشييعه، كان قصره مطلاً على نهر دجلة، فسمع الصياح والضوضاء ورأى بغداد قد ماجت واضطربت فهاله ذلك، فالتفت إلى ولده وغلمانه قائلاً: (ما الخبر؟) فقالوا له: هذا السندي ابن شاهك ينادي على موسى بن جعفر، وأخبروه بذلك النداء القاسي. فثارت عواطفه واستولت عليه موجة من الغيظ فصاح بولده قائلاً:
(إنزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم، فإن مانعوكم فاضربوهم وخرقوا ما عليهم من سواد ـ وهو لباس الشرطة والجيش ـ انطلق أبناء سليمان وغلمانه إلى الشرطة فأخذوا جثمان الإمام (عليه السلام) منهم ولم تبد الشرطة أية معارضة، حمل الغلمان النعش وجاءوا به إلى سليمان فأمر فوراً أن ينادي في شوارع بغداد بنداء معاكس لنداء السندي أخذ الغلمان ينادون بأعلى أصواتهم بهذا النداء:
(ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر فليحضر). فلما سمع الناس هذا النداء خرجوا على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمان إمام المسلمين وسيد المتقين الورعين، وخرج الشيعة بصورة خاصة يذرفون الدموع ويلطمون الصدور والأسى والحزن قد أدمى قلوبهم، فجاء سليمان ففرج عنهم الكروب وواساهم في مصيبتهم المفجعة.
وتم تشييع الإمام (عليه السلام) بموكب حافل لم تشاهد بغداد نظيراً له.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط 7NtsT_ODAaUo_ernGzH


أما إذا ما سألنا عن الأسباب التي دفعت سليمان للقيام بمواراة الإمام (عليه السلام) وتشييعه فيمكن اختصارها بما يلي:
أ) الرحم الماسة:

تلك الرحم التي تربط بينه وبين الإمام (عليه السلام) هي التي هزت مشاعره وأثارت عواطفه، فلم يستطع صبراً أن يسمع أولئك العبيد وهم ينادون بذلك النداء المنكر على جثمان زعيم الهاشميين وعميد العلويين. إضافة إلى أنه لم يكن بينه وبين الإمام ما يوجب الشحناء والبغضاء، فلذا أثرت فيه أواصر الرحم وانطلق إلى إنقاذ الجثمان ابن عمه من أيدي الجلاوزة وصنع بعض ما يستحق من الحفاوة والتكريم.

ب) محو العار عن أسرته:

رأى سليمان الذي حنكته التجارب أن الأعمال التي قام بها الرشيد تجاه الإمام (عليه السلام) هي أعمال مشينة لطخت جبين الأسرة العباسية، إذ كان يكفي هارون دسه السم إلى الإمام واغتياله عن القيام بتلك الأعمال البربرية الحاقدة والتي تدل على نفس لا عهد لها بالشرف والنبل والكرامة، كما تدل في الوقت نفسه على فقدان المعروف والإنسانية عند العباسيين. فقام سليمان بما يفرضه عليه الواجب الإنساني فقط للحفاظ على سمعته وسمعة أسرته ومحو العار عنهم.

ج) الخوف من انتفاضة شيعية:

خاف سليمان من قيام الشيعة بانتفاضة للثأر والانتقام، فيتمرد الجيش وتحدث اضطرابات عنيفة وفتن داخلية، لأنّ ذلك الاعتداء الصارخ على كرامة الإمام (عليه السلام) الطيب ابن الطيب، إنما هو طعنة نجلاء في صميم العقيدة الشيعية، فكان من الطبيعي أن تثير أعمال هارون البربرية عواطفهم وتحفزهم على الثورة والانتقام من خصومهم.
ولا يخفى أن عدد الشيعة في ذلك الوقت عدد لا يستهان به، فقد اعتنق عقيدتهم خلق كثير من رجال الدولة، وكبار الموظفين والكتاب في الدولة، وقادة الجيش، ولذا تدارك سليمان الموقف وقام بما أملاه عليه الواجب الإنساني وأنقذ حكومة هارون من الاضطراب والفتن المتوقعة في كل آن. كما أسدى بفعلته هذه يداً بيضاء على عموم الشيعة تذكر له الخير والثناء.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط 5Lrkjtl5tVi75xrTgs8


تجهيز الإمام (عليه السلام) على يد سليمان

قام سليمان بتجهيز الإمام (عليه السلام) فغسله، وكفنه، ولفه بحبرة كتب عليها القرآن الكريم بأسره كلفته ألفين وخمسمائة دينار.
حدث المسيب بن زهرة قال: والله لقد رأيت القوم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم أنهم لا يصنعون شيئاً، ورأيت ذلك الشخص الذي حضر وفاته ـ وهو الإمام الرضا (عليه السلام) ـ وهو الذي تولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم، وهم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره التفت إليّ فقال: (يا مسيب مهما شككت في شيء فلا تشكن في، فإني إمامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي، يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق ومثلهم مثل إخوته حين دخلوا عليه وهم له منكرون).


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط g


مواكب التشييع

يوم تشييع الإمام موسى (عليه السلام) يوم أغر لم تر مثله بغداد في أيامها يوم مشهود حيث هرعت الجماهير من جميع الطبقات إلى تشييع ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد خرج لتشييع جثمانه الطاهر جمهور المسلمين، على اختلاف طبقاتهم يتقرّبون إلى الله جل جلاله بحمل جثمان سبط النبي (صلّى الله عليه وآله)، سارت المواكب تجوب الشوارع والطرقات وتصرخ ملتاعة حزينة.
أيضاً فقد خرج كبار الموظفين والمسؤولين من رجال الحكم يتقدمهم سليمان وهو حافي القدمين، وإمام النعش مجامير العطور. وقد حمل الجثمان على الأكف محاطاً بالهيبة والجلال، جيء به فوضع في سوق سمي بعد ذلك بسوق الرياحين، كما بني على الموضع الذي وضع فيه الجثمان المقدس بناء لئلا تطأه الناس بأقدامهم تكريماً له.
وانبرى أحد الشعراء فأنشد هذه الأبيات:
وأزل أفــــــاويه الحـــــنوط ونـــــــحها
عـــنه وحنـــــــطه بطــــــيب ثــــنائه
ومـــــر المـــــلائكة الـــــكرام بحـمله
كـــــرمـــــاً ألســـــت تــــراهم بإزائه
لأتــوه أعــــــناق الـــــرجال بـــحمله
يـــــكفي الذي حملوه من نعمـــائه

وسارت المواكب متجهة إلى محلة باب التبن وقد ساد عليهم الوجوم والحزن، وخيم عليهم الأسى من هول المصاب.



فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط




فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط


إلى المقر الأخير

قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
أحاطت الجماهير الحزينة بالجثمان المقدس وهي تتسابق على حمله للتبرك به. حفر له قبر في مقابر قريش، وأنزله سليمان بن أبي جعفر في مقره الأخير هو مذهول مرعوب خائر القوى، وبعد فراغه من مراسيم الدفن، أقبلت إليه الناس تعزيه وتواسيه بالمصاب الأليم.
فهنيئاً لك أيها القبر باستقبال هذا الضيف الطاهر هذا العالم المعلم، وهذا العبد الصالح الذي آثر طاعة الله على كل شيء في هذه الدنيا انصرف المشيعون وهم يعدّدون فضائل الإمام الشريفة ومناقبه السامية ويذكرون ما عاناه الكاظم غيظه من المحن والخطوب وقيود السجن قالوا كلهم: إن فقد الإمام كان من أعظم النكبات التي مني بها العالم الإسلامي عامة والشيعة خاصة في ذلك العصر.
ولا غرو في ذلك لقد فقد المسلمون علماً من أعلام العقيدة الإسلامية وإماماً معصوماً من الأئمة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وغصناً من دوحة النبوة.
هكذا عمت قلوب الطامعين بالملك فتحجرت قلوبهم وتصلبت أحاسيسهم فجاروا وظلموا وبطشوا وضيعوا موازين الحق والعدل. والغريب العجيب أنهم نصبوا أنفسهم على الناس بحد السيف وسموا أنفسهم خلفاء الله على الأرض. لقد ضاعوا في دنيا الجاه والسلطان وغرقوا في لجج الأنانية وحب التسلط وقد تحمل الإمام الكاظم كل هذا الجور والظلم وبقي صامداً أمام الظالمين لا يلين ولا يضعف أمام جورهم وظلمهم.

عاش (عليه السلام) في حياته عيشة المتقين الصالحين، والمجاهدين المدافعين عن حقوق الأمة الإسلامية، لقد رفع كلمة الحق وحطم الباطل فلم يجار هارون، ولم يصانعه، بل كان من أقوى الجهات المعادية، له، وقد تحمل في سبيل ذلك جميع ضروب الأذى وكل ألوان الآلام حتى لفظ نفسه الشريف في ظلمات السجون وفاز بالشهادة، وجعل الله ذكره خالداً مدى الدهور، وقدوة صالحة تسير عليها الأجيال المجاهدة في سبيل الله، ومرقده في بغداد كان ولم يزل ملجأ للمنكوبين وملاذاً للملهوفين يسعون إليه من كل حدب وصوب ويدعون له لحل مشاكلهم وتسهيل أمورهم، وما قصد مرقده أحد من طلاب الحاجات إلا لبى حاجته وما خاب من دعاه.
وقد منّ الله عليه فجعله من أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.


فقط للاعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط cQLqG_7B7NjHZAH_XTskQ


Save

المهندس
23-04-2017, 03:14 PM
أعظم الله لنا ولكم الاجر بذكرى استشهاد الامام الكاظم (عليه وعلى اله السلام)