القسم التجاريالقسم التجاريالقسم التجاريالقسم التجاريالقسم التجاري

 

نرحب بكم في منتديات فنان سات من خلال تصفحكم لموقعنا سيمكنكم التعرف على انجازاتنا والإطلاع على الخدمات المجانية المقدمة لكم

تم فتح باب التسجيل في منتديات فنان سات احجز مقعدك الان


التعليمات الإدارية


العودة   منتديات فنان سات > الأقسام العامة > القســــم الإسلامي
نور المنتدى بالعضو الجديد

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: ونش رفع اثاث بالعاشر وفيصل والشيخ زايد (آخر رد :بنت القحظأن)       :: شركة تنظيف بالمدينة المنورة (آخر رد :مسوق كوم)       :: وفاة الفنان المصري صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما (آخر رد :المهندس)       :: بلغوا عني ولو آية النساء من34الى38 (آخر رد :gouaich)       :: اخترتُ لــــــــــــــــك (آخر رد :mohamed_ebrahem)       :: جديد iptv بتاريخ .20.04.2024 (آخر رد :عامر صاحب)       :: المواعيد الكروية المعنية بالنقل التلفزي نهاية هذا الأسبوع عبر قنوات ال (آخر رد :خضر الدبيات)       :: انباء عن سماع انفجارات في بغداد والحلة لم يعرف مصدرها (آخر رد :خضر الدبيات)       :: عاجل.. سماع دوي انفجارات في اصفهان الإيرانية وانباء تشير عن هجوم اسرائيلي (آخر رد :خضر الدبيات)       :: جـد يـد موقع tiger بـتاريخ : 19 - 04 - 2024 (آخر رد :خضر الدبيات)      

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-2020, 11:15 AM   رقم المشاركة : 1
النسر العراقي
مشرف أقسام الكمبيوتر وبرامجه
وأقسام الجوالات وبرامجها
 
الصورة الرمزية النسر العراقي





النسر العراقي غير متواجد حالياً

النسر العراقي is just really niceالنسر العراقي is just really niceالنسر العراقي is just really niceالنسر العراقي is just really niceالنسر العراقي is just really nice

Dالإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
Bookmark and Share

للإرتقاء بمنتديات فنان سات ساهم معنا فى نشر الموضوع على الفيس بوك من هنا

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

الإمام طالب عليه السلام
حرم الامام علي (ع) في النجف الاشرف

الاسم علي
الترتيب الإمام الأول
الكنية أبوالحسن
تاريخ الميلاد 13 رجب ثلاثين من عام الفيل
تاريخ الوفاة 21 رمضان 40هـ
مكان الميلاد الكعبة - مكة
مكان الدفن النجف الأشرف
مدة إمامته 29 عاماً
مدة حياته 63 عاماً
الألقاب أمير المؤمنين، ويعسوب الدين، وحيدر، والمرتضى، ونفس الرسول، وأخو الرسول، وزوج البتول، سيف الله المسلول، والوصي....
الأب أبوطالب
الأم فاطمة بنت أسد
الزوج فاطمة (ع)، أم البنين، أسماء، أمامة ، خولة، أم‌حبيب، ليلى، أم سعيد
الأولاد الحسن، والحسين، والعباس، والمحسن، وزينب ، وأم‌كلثوم، وعثمان، وفاطمة

المعصومون الأربعة عشر
النبي محمد · الإمام علي · السيدة الزهراء . الإمام الحسن المجتبي · الإمام الحسين · الإمام السجاد · الإمام الباقر · الإمام الصادق · الإمام الكاظم · الإمام الرضا · الإمام الجواد · الإمام الهادي · الإمام الحسن العسكري · المهدي المنتظر.




علي بن أبي طالب الشهير بإلإمام علي (ع) وأمير المؤمنين، (13 رجب سنة 23 قبل الهجرة ـــ 21 رمضان سنة 40 للهجرة)، الإمام الأول عند مذاهب الشيعة. صحابي، وراوي، وكاتب للوحي، ورابع الخلفاء الراشدين عند أهل السنة. ابن عم النبي الأكرم (ص) وصهره. زوج السيدة فاطمة (ع)، وأب إمامين من أئمة الشيعة (الحسن والحسينعليهما السلام1.png) وجدّ تسعة آخرين. والده أبو طالب، وأمه فاطمة بنت أسد. ذكر مؤرخو الشيعة ومعظم علماء السنة أنه ولد في الكعبة، وهو أول رجل آمن بالنبي (ص)، وترى الشيعة أن الإمام على (ع) وبأمر من الله ونص من النبي (ص) هو الخليفة بلا فصل ومباشر بعد الرسول الأعظم (ص).

وعُدّ للإمام علي (ع) فضائل كثيرة، ففي يوم الدار عيّنه النبي (ص) وصيه وخليفته، وعندما تآمرت قريش لقتل النبي (ص) بات الإمام على فراشه حتى لا يتمكن الأعداء من قتل النبي (ص)، وبالتالي هاجر النبي (ص) إلى المدينة خفية، وآخى النبي (ص) بينه وبين نفسه، وتتحدث مصادر الشيعة، وبعض مصادر أهل السنة أن حوالي 300 آية من القرآن الكريم نزلت في فضائله، ومنها: آية المباهلة، وآية التطهير، كما تدل بعضها على عصمته أيضاً.

شارك علي (ع) في جميع غزوات الرسول (ص)، ما عدا غزوة تبوك، حيث استخلفه النبي (ص) على المدينة. فمن مواقفه أنه قتل في غزوة بدر عددا كبيرا من المشركين، وفي غزوة أحد دافع عن النبي (ع) من أن يصل إليه سوءا، وفي غزوة خندق قتل عمرو بن عبد ود وانتهت المعركة بمقتله، وفي غزوة خيبر قلع باب الحصن، وحسمت المعركة.

وبعد أن أنهى النبي (ص) حجه الوحيد، وبناء على آية التبليغ أمر الناس أن يجتمعوا في منطقة غدير خم، ثم ألقى خطبة الغدير، ورفع يد الإمام علي (ع)، وقال: «من كنت مولاه، فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، وهنأ بعض الصحابة كـعمر بن الخطاب الإمام علي (ع) بإمرة المؤمنين (ع) بعد هذه الخطبة، ولقبوه بـأمير المؤمنين، ويرى مفسرو الشيعة وبعض أهل السنة أن آية الإكمال نزلت في هذا اليوم، ويستدل الشيعة معنى الخلافة بعد النبي (ع) من عبارة "من كنت مولاه فعلي مولاه" والتي نطق به النبي (ص) يوم الغدير، وبناء عليه، ترى الشيعة أن هويتها وما يميزها عن سائر الفرق هو اعتقادها بانتصاب الإمام علي (ع) من قبل الله خليفة للنبي (ص)، في قبال رأي أهل السنة الذي يقول أن الخليفة النبي (ص) يأتي من خلال اختيار الناس.

وبايع جماعة من الناس بعد وفاة النبي (ص) مع أبا بكر في سقيفة بني ساعدة، فنزاعات القبلية، والأحقاد والحسد تعد من الأسباب التي حالت من وصول الإمام علي (ع) إلى الحكم بعد النبي (ع) واستخلافه، فلم يبايع الإمام علي (ع) أبا بكر، كما أن هناك خلاف بشأن أصل هذه البيعة وزمنه بين المؤرخين، فأوردت الأخبار أن الإمام علي (ع) وفي مناظرة صريحة مع أبي بكر ندد بإغماض أبي بكر حق أهل بيت النبي في أمر الخلافة وتخلفه عنهم في السقيفة، وبناء على ما أوردته المصادر الشيعية ومصادر أهل السنة أن أتباع الخليفة هجموا على بيت الإمام علي (ع) لأخذ البيعة، الأمر الذي أدى إلى إصابة السيدة فاطمة (ع) وإسقاط جنينها ومن ثم استشهادها، فالإمام علي (ع) احتجّ في مواقف كثيرة وفي مناسبات عديدة على قضية السقيفة، وكان يذكرهم بأن الخلافة كان حقه بعد النبي (ص)، ومن أشهرها ما ورد في الخطبة الشقشقية.

وكان الإمام علي (ع) في فترة خلافة الخلفاء الثلاثة عادة بعيدا عن شؤون السياسة والحكومة، ومنشغلا بتقديم الخدمات العلمية والاجتماعية، منها جمع القرآن الكريم والذي اشتهر بمصحف الإمام علي (ع)، وتقديم النصيحة للخلفاء في مختلف الشؤون كـالقضاء والإنقاق إلى الفقراء، وشراء ألف عبد وتحريرهم، والزراعة والتشجير، وحفر القنوات، وبناء المساجد، ووقف الأماكن والممتلكات والتي بلغت مواردها ربما إلى أربعة آلاف دينار.

قبل الإمام علي (ع) بـالخلافة والحكم بعد الخليفة الثالث، وذلك بإصرار الناس، وكان يولي اهتماما بالغا للعدالة في زمن خلافته، ووقف أمام تقسيم بيت المال والتي كان بناء على سابقة الأشخاص كما فعلوه الخلفاء من قبله، فأمر بتوزيع بيت المال بين العرب والعجم وبين جميع المسلمين من أي قبيلة كانوا على السواء، كما أمر بإرجاع جميع الأراضي إلى بيت المال، والتي منحها عثمان إلى مختلف الشخصيات في عهده.

وكان الإمام علي (ع) جادّا وغير متسامح في تنفيذ الشريعة الإسلامية، والتطبيق الصارم للقانون، والأسلوب الصحيح لإدارة الدولة، الأمر الذي جعل البعض لا يطيقوه، وكان شديدا في منهجه هذا حتى مع أقرب أصحابه، وكان يعتقد الإمام علي (ع) أن حق الحاكم على الناس وحق الناس على الحاكم هو أكبر حق وضعه الله تعالى وذو اتجاهين تماما، ومراعاة الحقوق المتبادلة بين الحاكم والناس لها ثمرات كثيرة، وعندما عيّن مالك الأشتر لولاية مصر أمره بحسن الخلق إلى الناس سواء المسلم وغير المسلم والتعامل بالإنسانية مع الجميع، ونشبت ثلاث حروب في فترة حكمه القصيرة وهي معركة الجمل، وصفين والنهروان.

وكان ختام عمر الإمام علي (ع) أنه استشهد في محراب مسجد الكوفة وهو يصلي، على يد أحد الخوارج باسم ابن ملجم المرادي، ودفن في النجف خفية، وحرمه من الأماكن المقدسة لدى الشيعة، كما يعتنى بزيارته أيضا، ودفنت شخصيات بارزة إلى جواره، وذكرتهم الكتب تحت عنوان المدفونين في حرم الإمام علي (ع).

ويعود تأسيس معظم العلوم لدى المسلمين كـالنحو والكلام، والفقه والتفسير إلى الإمام علي (ع)، ويعتقد مختلف فرق التصوف أنهم يصلون إلى الإمام علي (ع)، ولعلي بن أبي طالب كان وما زال مكانة سامية وشأن رفيع بين الشيعة، وهو أفضل، وأتقى، وأعلم شخصية بعد النبي (ص)، وخليفته حقا، فهناك من الصحابة من تبع الإمام علي (ص) منذ حياة النبي (ص) وعرفوا بشيعته، وكتاب نهج البلاغة مختارات من كلامه وخطبه، وهناك مكتوبات نسبت إليه وهي بخطه ومما أملى عليه الرسول (ص)، كما ألّفت حول شخصيته كتب عديدة وبمختلف اللغات.

المکانة

كان ومازال علي بن أبي طالب يحظى بمكانة مرموقة وشأن رفيع بين الشيعة، ويعد أفضل وأتقى وأعلم شخصية بعد النبي (ص)، والخليفة بعد النبي (ص) حقا، وعليه، فهناك من الصحابة مَن تبع الإمام علي (ص) بعد وفاة النبي (ص)، وأصبحوا من محبيه أي شيعته، فالشيعة هم من يعتقدون أن الإمام علي (ع) هو خليفة النبي (ص) مباشرا، مع أن أهل السنة يرون أن الخليفة بعد النبي (ص) يأتي من خلال اختيار الناس له.

وتعتقد الشيعة، أن تصدي الإمام علي (ع) للخلافة في 19 ذي الحجة سنة 35 هـ[1] كان تنفيذاً مؤخراً لإجراء أكد عليه النبي (ص) في مواقف كثيرة زمن حياته خاصة في واقعة غدير خم حيث نصبه إماما للأمة الإسلامية وخليفة له، وترى الشيعة قول النبي: من كنت مولاه فعلي مولاه في يوم الغدير هو انتصابه خليفة للنبي (ص)؛ إذ هنأ الحاضرون في ذلك المكان (أي الغدير) علي بن أبي طالب (ع) بإمرة المؤمنين، ولقبوه بأمير المؤمنين (ع)، ويقول المستشرق الألماني المعاصر هاينز هالم أنه بناء على هذا المعتقد علي (ع) هو الخليفة حقا، ولا يليق لقب "أمير المؤمنين" إلا به، والفترة القصيرة لدولته هي الدولة الشرعية التي شهدتها الأمة الإسلامية بعد رحيل النبي (ص).[2]
سيرته الذاتية

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، الهاشمي القرشي، أول أئمة الشيعة ورابع الخلفاء الراشدين عند أهل السنّة.
كان والده أبو طالب من أبرز الشخصيات القرشية والمعروف بسخائه وعدله ومنزلته السامية عند القبائل العربية. وهو عمّ النبيصلى الله عليه وآله وسلم وألطف أعمامه به، ولما أظهرت قريش عداوته نصره ودافع عنه.[3] توفي في السنة العاشرة للبعثة مؤمناً برسالة ابن أخيه.[4]
أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.[5]
أخوته: من الذكور طالب، عقيل، جعفر، ومن الإناث هند المعروفة بأم هاني، جمانة، ريطة المكنات بأم طالب وأسماء. [6]
كنيته عليه السلام: أبو الحسن، أبو الحسين، أبو السبطين، أبو الريحانتين، أبو تراب، و أبو الأئمة.
ألقابه: أمير المؤمنين، يعسوب الدين والمسلمين، ومبير المشركين، وقاتل الناكثين و القاسطين و المارقين، ومولى المؤمنين، وشبيه هارون، وحيدر، والمرتضى، ونفس الرسول، وأخو الرسول، وزوج البتول، وسيف الله المسلول، وأمير البررة، وقاتل الفجرة، وقسيم الجنة والنار، وصاحب اللواء، وسيد العرب، وكشاف الكرب، والصديق الأكبر، وذو القرنين، والهادي، والفاروق، والداعي، والشاهد، وباب المدينة، والوالي، والوصي، وقاضي دَين رسول الله، ومنجز وعده، والنبأ العظيم، والصراط المستقيم، والأنزع البطين.[7]
الولادة والطفولة والشباب

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: وليد الكعبة

ولد عليه السلام بمكة في الكعبة المشرفة يوم الجمعة 13 رجب سنة ثلاثين من عام الفيل‏.[8]
نصّ على ولادته في الكعبة المشرفة من علماء الشيعة كلّ من: السيد الرضي، الشيخ المفيد، القطب الراوندي، ابن شهر آشوب بالإضافة إلى الكثير من علماء أهل السنّة كالحاكم النيشأبوري، الحافظ الكنجي الشافعي، ابن الجوزي الحنفي، ابن الصباغ المالكي، وقال بـتواتر ذلك الحلبي والمسعودي.[9]
وكانت وفاته عليه السلام ليلة الجمعة ليلة 21 رمضان سنة أربعين من الهجرة بعد أن ضربه ابن ملجم المرادي في مسجد الكوفة ليلة تسع عشرة من نفس الشهر، ودفن في الغريّ من نجف الكوفة سرّاً.[10]

مرحلة الطفولة

ذكرت بعض المصادر التأريخية أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم لـعباس عمّه: يا عباس، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه؛ لنخفف عنه من عياله... فأخذ رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم علياً فضمه إليه، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه. فلم يزل علي مع رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم حتى بعثه الله تبارك وتعالى.[11] وكان أمير المؤمنين عليه السلام يصف تلك الفترة بقوله: ولقد علمتم موضعي من رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسّني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء، ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل.[12]

أوصافه البدنية وقواه الجسمية

وُصِف عليه السلام بأنّه: ربعة من الرجال، إلى القصر أقرب، وإلى السمن، هو أدعج العينين، أنجل، في عينه لين، أزج الحاجبين، حسن الوجه، من أحسن الناس وجهاً، يميل إلى السمرة، كثير التبسّم، أنزع (و هو انحسار الشَّعر من جانبي الجبهة)، ناتىء الجبهة، له خفاف من خلفه، كأنّه إكليل، وكأنّ عنقه إبريق فضة، كثّ اللحية، لحيته زانت صدره، لا يغيّر شيبه. كان أرقب، عريض ما بين المنكبين، لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضاري، (وفي رواية) عظيم المشاش كمشاش السبع الضاري، لا يبين عضده من ساعده أدمجت إدماجاً، عبل الذراعين شئن الكفين، (وفي رواية) رقيق الأصابع، شديد ساعد اليد لا يمسك بذراع رجل قط إلّا أمسك بنفسه، فلم يستطع أن يتنفس، ضخم البطن، أقرى الظهر، عريض الصدر، كثير شعره ضخم الكسور، عظيم الكراديس، غليظ العضلات، حمش الساقين، ضخم عضلة الذراع، دقيق مستدقّها، إذا مشى تكفّأ (أي مال إلى الأمام ).[13]
الخط المنسوب الى اميرالمؤمنين.jpg

روى ابن قتيبة أنّه: لم يصارع قط أحداً إلا صرعه.[14] ووصفه ابن أبي الحديد بقوله: أمّا القوة والأيد: فبه يضرب المثل فيهما، وهو الذي قلع باب خيبر، واجتمع عليه عصبة من الناس ليقلبوه فلم يقلبوه، وهو الذي اقتلع هبل من أعلى الكعبة، وكان عظيماً جداً، وألقاه إلى الأرض. وهو الذي اقتلع الصخرة العظيمة في أيام خلافته عليه السلام بيده بعد عجز الجيش كلّه عنها، وأنبط (أي استخرج) الماء من تحتها.[15]
زوجاته وأولاده

أولى زوجاته عليه السلام فاطمة الزهراء عليه السلام بنت النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم، [16] وكان قد خطبها قبله كل من أبي بكر و عمر و عبد الرحمن بن عوف فردّهمصلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: إن أمرها إلى ربّها إن شاء أن يزوّجها زوّجها.[17]

و قد اختلفت كلمة المؤرخين في تأريخ زواج علي عليه السلام من فاطمة عليه السلام، فمنهم من ذهب إلى القول بأنّه وقع في أوائل ذي الحجّة من السنّة الثانية للهجرة،[18] ومنهم من قال بأنّه كان في شهر شوال من نفس السنّة ورأي ثالث ذهب إلى القول بوقوعه في الحادي والعشرين من شهر محرم.[19]

أنجبت فاطمة عليها السلام ثلاثة من الذكور هم: الحسن، والحسين، والمحسن،[20] وابنتين هما: زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى.

و بعد شهادة فاطمة الزهراءعليه السلام تزوّج (أُمامة) بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس، وأُمّها زينب بنت النبيصلى الله عليه وآله وسلم.

ثم تزوّج أُم البنين بنت حزام بن دارم الكلابية التي أنجبت له أبا الفضل العباسعليه السلام، وجعفراً، وعثمان وعبد الله، وجميعهم استشهدوا يوم الطف – في كربلاء- في نصرة الحسين عليه السلام.

ثم تزوج من ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلية الدارمية التميمية.

و من زوجاته أسماء بنت عميس الخثعمية والتي أنجبت له ولديه عون و يحيى؛ و من زوجاته أُمّ حبيب بنت ربيعة التغلبية، واسمها الصهباء؛ وخولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة الحنفيةـ وقيل خولة بنت أياس- التي أنجبت ولده محمداً المعروف بـابن الحنفية؛ و من زوجاته أيضاً أُم سعد أو سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية ومخباة بنت إمرئ القيس بن عدي الكلبية.[21]

قال الشيخ المفيد في الإرشاد: فأولاد أمير المؤمنين عليه السلام سبعة وعشرون ولداً ذكراً وأنثى، هم:

الحسن.
الحسين.
زينب الكبرى.
زينب الصغرى المكناة بأم كلثوم، أمهم فاطمة البتول (عليها السلام)
محمد المكنّى بأبي القاسم، أمه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية
عمر.
رقية، كانا توأمين، أمهما أم حبيب بنت ربيعة
العباس.
جعفر.
عثمان.
عبدالله، و هؤلاء الأربعة أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد بن دارم.
محمد الأصغر المكنّى بأبي بكر.
عبيدالله، الشهيدان مع أخيهما الحسين عليه السلام بالطف، أمهما ليلى بنت مسعود الدارمية.
يحيى، أمّه أسماء بنت عميس الخثعمية.
أم الحسن.
رملة، أمهما أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.
فاطمة
نفيسة.
زينب الصغرى.
رقية الصغرى.
أم هاني.
أم الكرام.
جمانة المكناة أم جعفر.
أمامة.
أم سلمة.
ميمونة.
خديجة. لأمهات شتّى.

ثمّ يقول: و في الشيعة من يذكر أن فاطمة (عليها السلام) أسقطت بعد النبيصلى الله عليه وآله وسلم ذكراً كان سمّاه رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم محسناً: فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنينعليه السلام ثمانية وعشرون ولداً والله أعلم وأحكم.[22]

دوره في غزوات النبي(ص)

كان لأمير المؤمنين عليه السلام دور بارز في جميع الوقائع والحروب التي حصلت في عصر النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم وقد أكّد المؤرخون اشتراكه في جميع الغزوات و السرايا إلّا في تبوك حيث لم يشترك فيها.[23] ومن هنا كان عليه السلام يعدّ القائد العسكري الثاني والشخصية المتميزة بعد رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم.

معركة بدر الكبرى

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة بدر الكبرى

وهي المعركة الأولى التي خاضها المسلمون ضد المشركين يوم الجمعة الموافق للسابع عشر من شهر رمضان من السنّة الثانية للهجرة عند آبار بدر [24] والتي هزم فيها المشركون بعد أن قتل منهم سبعون رجلاّ على رأسهم رؤساء القوم وقادتهم كـأبي جهل وعتبة وشيبة و أمية.

وكان التقليد المتَّبع عند العرب في الحروب أن يبدأ القتال بالمبارزات الفرديّة ثم تقع بعدها الحملاتُ الجماعية، وانطلاقاً من هذه العادة خرج ثلاثة من الفرسان -من معسكر قريش - المعروفين من صفوف الجيش المكي ودعوا إلى المبارزة، وهم: عتبة و شيبة و هما ابنا ربيعة بن عبد شمس، و الوليد بن عتبة بن ربيعة، فأخذوا يجولون في ميدان القتال ويدعون إلى المبارزة، ثم نادى مناديهم: يا محمّد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال رسول اللّهصلى الله عليه وآله وسلم: « قم يا عبيدَةَ بن الحارث وقم يا حمزة، وقم يا عليّ».

فقاموا، وخرجوا للمبارزة، فبارز عليُّ عليه السلام الوليدَ، وبارز حمزة عتبة، وبارز عبيدة شيبة، فقتل علي وحمزة خصميهما في الحال، ثمّ ساعدا عبيدة على قتل خصمه.[25]

وكان لعلي عليه السلام الدور الرئيسي في هذه المعركة حيث قتل على يديه ما يقرب من عشرين من جيش المشركين منهم: حنظلة بن أبي سفيان والعاص بن سعيد وطعيمة بن عدي.[26]

معركة أحد

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة أحد

ومن المعروف في هذه المعركة أنّ كفّة القتال في بداية المعركة كانت لصالح المسلمين إلاّ أنّها مالت لصالح المشركين بعد التفاف خالد بن الوليد من خلف الجبل وعلى أثرها انهزم المسلمون، ولم يبق منهم مع النبيصلى الله عليه وآله وسلم إلاّ علي وحمزة و أبي دجانة و ثلّة قليلة من المسلمين تصدّوا للمشكرين بكلّ بسالة وشجاعة، وكان علي عليه السلام– كما عهدناه في معركة بدر- الرجل الأول في المعركة، الأمر الذي أقرّ به الكثير من المؤرخين حيث أثبتوا أنه: لمَّا قَتَلَ علي بن أبي طالب عليه السلام أصحابَ الألوية، أبصر رسولُ اللهصلى الله عليه وآله وسلم جماعة من مشركي قريش، فقال لِعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرَّق جمعهم، وقتل عمرو بن عبدالله الجمحي، ثمَّ أبصر رسولُ اللهصلى الله عليه وآله وسلم جماعة من مشركي قريش، فقال لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرَّق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي.

فقال جبريل: يارسول الله إنّ هذه المواساة، فقال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّه منِّي وأنا منه»، فقال جبريل: وأنا منكما فسمعوا صوتاً يقول: لا سيف إلاّ ذو الفقار *** ولا فتى إلاَّ علي.[27]

معركة الخندق (الاحزاب)

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة الخندق

من الأمور التي ابتكرها المسلمون في هذه المعركة حفر الخندق حول المدينة للحيلولة بينها وبين جيش المشركين والذي تم بإشارة من سلمان الفارسي.[28]

ولمّا أتم المسلمون حفر الخندق وصلت جيوش المشركين وإذا بها تجد بينها وبين المسلمين حاجزاً لا يمكن اجتيازه إلاّ بشقّ الأنفس، وأقاموا على هذه الحال- الرشق بالنبل والحجارة- عدَّة أيام دون قتال. فلما كان اليوم الخامس خرج عمرو بن عبد ودٍّ العامري- ونفر من المشركين، واقتحموا الخندق من مكان ضيِّق، وأخذ عمرو يصول ويجول، ويدعو إلى المبارزة، فقام عليٌّ عليه السلام وطلب من النبيصلى الله عليه وآله وسلم الإذن بمارزته، فأذن لهصلى الله عليه وآله وسلم وبعد جولة من القتال صرعه الإمام عليه السلام إلى الأرض وقتله.[29] وكان الوسام الذي حظي به عليه السلام في هذه المعركة أنّه بعدما رجع عليه السلام من قتل عمرو بن عبد ود قال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين".[30]

معركة خيبر

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة خيبر

في جمادى الأولى من السنة السابعة للهجرة أصدر النبيصلى الله عليه وآله وسلم أوامره بالتوجه نحو حصون اليهود[31] وبعد أن حاصر جيش المسلمين تلك القلاع بعثصلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر برايته إلى بعض الحصون فرجع ولم يك فتح، ثم بعث في الغد عمر بن الخطاب ولم يك فتح، فقال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: "لأعطين الراية رجلاّ يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فقالصلى الله عليه وآله وسلم: ادعوا لي علياً و دفع الراية إليه ففتح الله عليه".[32]

قال الشيخ المفيد: فمضى أمير المؤمنين عليه السلام بالراية حتى أتى الحصن وقد خرج مرحب وعليه مغفر و حجر يتعرض للحرب فبرز له علي عليه السلام. وعن هذه الواقعة يقول عليه السلام: اختلفنا ضربتين فبدرته وضربته فقددت الحجر والمغفر ورأسه حتى وقع السيف في أضراسه فخر صريعاً. ويقول أيضا: لما عالجت باب خيبر جعلته مجنا – أي درعاً- لي فقاتلتهم به.[33]

فتح مكة

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: فتح مكة

كان الفتح في شهر رمضان، سنة ثمان من مهاجر رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، وكانصلى الله عليه وآله وسلم قد جهّز جيشه وأكد رغبته في التكتيم على هذا الأمر لمداهمة قريش في مكة قبل أن تتجهز لحرب، وكانت الراية مع سعد بن عبادة فأخذها منهصلى الله عليه وآله وسلم وأعطاها لأمير المؤمنينعليه السلام. يقول الحلبي: وبعد فتح مكة انطلق رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بعلي ليلاً حتى أتى الكعبة لتحطيم الأصنام قائلاً: اصعد على منكبي واهدم الصنم، فصعد عليه السلام فوق ظهر الكعبة وعند صعوده كرم الله وجهه قال لهصلى الله عليه وآله وسلم: ألق صنمهم الأكبر وكان من نحاس وقيل من قوراير - أي: زجاج - فألقى الأصنام، ولم يبق إلاّ صنم خزاعة موتداً بأوتاد من الحديد، فقال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: عالجه، فعالجه، وهو يقول: إيه إيه جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً، فلم يزل يعالجه حتى استمكن منه فقذفه فتكسّر.[34]

معركة حنين

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: غزوة حنين

وقعت المعركة في السنة الثامنة للهجرة، وكان سبب الواقعة أنه لمّا فتح الله على رسولهصلى الله عليه وآله وسلم مكة مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلى بعض فاشفقوا- أي: خافوا أن يغزوهم رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم- وقالوا: قد فرغ لنا فلاناهية- أي: لا مانع له دوننا- والرأي أن نغزوه فحشدوا وبغوا....[35] و كان لعلي عليه السلام الدور المحوري في هذه المعركة أيضا وكما يقول الواقدي: ووضعصلى الله عليه وآله وسلم الألوية والرايات في أهلها، مع المهاجرين لواء يحمله عليّ عليه السلام[36] والتحمت المعركة التحاماً مروّعاً، ندرت فيها الرؤوس، وهوت الفوارس، وطاحت الأيدي، فقال النبي: الآن حمي الوطيس، وعليٌّ عليه السلام بين يديه يذود الكتائب، ويزلزل الفرسان حتى قتل أربعين فارساً من القوم، فشلت حركتهم...[37]

معركة تبوك

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: غزوة تبوك

وهي المعركة الوحيدة التي لم يشترك فيها أمير المؤمنين عليه السلام بسبب استخلاف النبيصلى الله عليه وآله وسلم إياه على المدينة، وقد أشار الشيخ المفيد إلى هذه القضية في الإرشاد قائلاً: ولما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخروج استخلف أميرالمؤمنين عليه السلام في أهله وولده وأزواجهه ومهاجره، وقال له: يا علي عليه السلام إنّ المدينة لاتصلح إلاّ بي أو بك، وذلك إنه عليه وآله السلام علم من خبث نيّات الأعراب وكثير من أهل مكة ومن حولها ممن غزاهم وسفك دمآئهم، فاشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه عنها... وأن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلمعلياً عليه السلام على المدينة حسدوه لذلك، فأرجفوا به عليه السلام وقالوا: لم يستخلفه رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم إكراماً له وإجلالاً ومودة، وإنّما خلفه استثقالا، فلمّا بلغ أمير المؤمنين عليه السلام إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبيصلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إن المنافقين يزعمون أنّك خلفتني استثقالاّ ومقتاّ؟ فقال له النبيصلى الله عليه وآله وسلم: ارجع يا أخي إلى مكانك فإنّ المدينة لاتصلح إلا بي أو بك، فأنت خليفتي في أهل بيتي ودار هجرتي وقومي، أما ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لانبي بعدي.[38]
أدلة إمامته

هناك الكثير من الآيات والروايات التي تدل على إمامته عليه السلام وخلافته للنبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم، منها:
آية أولي الأمر

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: آية أولي الأمر

﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم﴾‏.[40] وقد أجمعت كلمة أعلام الشيعة على نزولها في علي عليه السلام وأنّها تدل بصراحة على وجوب طاعته.[41]
آية الولاية

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: آية الولاية

﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُون‏﴾.[42] والروايات متظافرة من طرق الشيعة وأهل السنّة على أن الآية نازلة في أمير المؤمنين علي عليه السلام لمّا تصدّق بخاتمه وهو في الصلاة، فالآية خاصة غير عامة.[43] فالآية المباركة دالة على ولايته عليه السلام.
حديث المنزلة

مقال تفصيلي: حديث المنزلة

من الأحاديث الدالة علي خلافتهعليه السلام قول النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً الإمام عليه السلام أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي[44]
حديث الدار

مقال تفصيلي: حديث يوم الدار

لما نزل قوله تعالى: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[45] جمع النبيصلى الله عليه وآله وسلم بني هاشم، وعرض عليهم الإسلام، وطلب منهم الإيمان به ومؤازرته على أمر الرسالة، فلم يستجب له إلاّ علي عليه السلام، فقال لهصلى الله عليه وآله وسلم: أنت أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي.[46]
واقعة الغدير

مقال تفصيلي: الغدير

لمّا قضى رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم مناسك الحجّ في السنة العاشرة للهجرة وبعد أن أرشد المسلمين إلى مناسك حجهم قفل راجعاً إلى المدينة ومعه المسلمون، حتى انتهى إلى الموضع المعروف (بغدير خم) وذلك يوم 18 ذي الحجة، فنزل في الموضع، ونزل المسلمون معه، وكان سبب نزوله في هذا المكان، نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خليفة في الأُمّة من بعده، فأمر بتوقف القافلة حتى يعود السابق ويلحق المتأخر.

فأبلغهم الأمر الإلهي الصادر في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [47] بعد أن اجتمع المسلمون حوله.[48]

وقد ذكر المحدثون والمؤرخون أنه لمّا اجتمع المسلمون حولهصلى الله عليه وآله وسلم صعد على تلك الرحال التي جمعت له، وأصعد عليّاً معه، ثم خطب الناس بأعلى صوته: (ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟) قالوا: بلى!

فقال لهم: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالِاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.[49]
وفاة النبيصلى الله عليه وآله وسلم

Crystal Clear app kdict.png مقالات مفصلة: وفاة النبي (ص) سقيفة بني ساعدة

في اللحظات الأخيرة من حياة النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم قال: ادعوا لى أخي وصاحبي، فدعي أميرالمؤمنين عليه السلام، فلما اقترب منه أومأ إليه فأكب عليه فناجاه رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم طويلاً... ثم ثقلصلى الله عليه وآله وسلم وحضره الموت و أميرالمؤمنين عليه السلام حاضر عنده، فلمّا قرب خروج نفسه قال له: ضع يا علي، رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى، فإذا فاضت نفسي، فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجهني إلى القبلة، وتول أمري، وصلّ عليّ أوّل الناس، و لاتفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى.[50]

و ما أن فاضت نفس رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم واشتغل علي عليه السلام و أهل بيت الرسولصلى الله عليه وآله وسلم بتجهيزه من أجل مواراة جسده الطاهر في مثواه الأخير، حتى عقد بعض المهاجرين والأنصار إجتماعاً لهم في سقيفة بني ساعدة منهم: أبو بكر، عمر، أبو عبيدة الجراح، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن عبادة، ثابت بن قيس، عثمان بن عفان؛ وذلك لاختيار الخليفة من بعدهصلى الله عليه وآله وسلم، وبعد شجار ونزاع طويل انتخب – دون مراعاة لوصايا النبيصلى الله عليه وآله وسلم - أبو بكر خليفة للمسلمين.[51]
مرحلة الخلفاء الثلاثة

واجه الإمام عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام.png في زمن الخلفاء الثلاثة مجموعة كبيرة من الوقائع والمشاكل كهجوم القوم على بيت فاطمة (عليها السلام) وأخذ البيعة لأبي بكر قسراً[52] وغصب فدك[53] وشهادة فاطمة (عليها السلام).

وقد استمرت هذه الفترة 25 عاماً كان له عليه السلام دور بارز في شؤون المجتمع ولم ينعزل عن المجتمع ولم يكلّ عن ممارسة مهامه فيها كالعطاء العلمي والاجتماعي وكان عليه السلام بارعاً في جميع تلك الخدمات كجمع القرآن وتقديم النصح والاستشارة للخلفاء الثلاثة في التحديات التي كانت تواجههم في الحكم والحرب و الفتوحات و... بالإضافة إلى نشاطة الاقتصادي الداعم للفقراء والمحتاجين منها أنه أوقف مالا بخيبر وبوادي القرى ووقف مال أبي نيرو وغيرها، وأخرج مائة عين ينبع جعلها للحجيج و حفر آباراً في طريق مكة والكوفة و بنى مسجد الفتح في المدينة وعند مقابل قبر حمزة وفي الميقات وفي الكوفة وجامع البصرة وغير ذلك، وكان نتاج تلك الموقوفات أربعين ألف دينار.[54] وستأتي الإشارة إلى نماذج من عطائه عليه السلام.

البيعة القسرية

إمتنع أمير المؤمنين عليه السلام وطائفة من الصحابة عن مبايعة الخليفة الأول مما شكّل خطراً كبيراً أمام الخلافة، وقد أحس كل من الخليفة الأول وعمر بن الخطاب بذلك الخطر الذي يحدق بهما فعمدا إلى أخذ البيعة منه عليه السلام قسراً للقضاء على الحركة الإعتراضية.[55]

فما كان من أبي بكر إلاّ أن أرسل إليه عليه السلام عبده المعروف بـقنفذ أكثر من مرة لمبايعة الخليفة فلم يستجب اليه وحينها قال عُمَر: قوموا بنا إِليه فقام أَبُو بكر وعمر وعثمانُ وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأَبو عبيدة بن الجرَّاح وقُنْفُذٌ فلمَّا إنتهوا إلى الباب فرأَتهم فاطمةُ (عليها السلام) أَغلقت الباب في وجوههمْ وهي لا تَشُكُّ أَن لا يُدْخَلَ عليها إلاّ بإذنها إلاّ أنهم كسروا الباب وتركوها (عليها السلام) بين الحائط والباب وأَخرجوا عليّاً عليه السلام مُلَبَّباً.[56] وساروا به إلى سقيفة بني ساعدة فقيل له بايع أبا بكر، فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبيصلى الله عليه وآله وسلم، وتأخذونه منّا أهل البيت (عليهم السلام) غصباً؟ ألستم زعمتم للأنصار أنّكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمدصلى الله عليه وآله وسلم منكم، فأعطوكم المقادة، وسلّموا إليكم الأمارة، وأنا احتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار نحن أولى برسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم حياً وميتاً فأنصفونا إن كنتم تؤمنون وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون.[57]

جمع القرآن

أذعن علماء الفريقين- شيعة وسنّة- بأنّه عليه السلام أخذ على عاتقه الشريف مهمة جمع آيات الذكر الحكيم، وكان ذلك مبكِّراً جدَّاً من بعد وفاة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، فلم يخرج من بيته، إلاّ للصلاة حتى جمعه تنفيذاً لوصية الرسولصلى الله عليه وآله وسلم.[58] وروي عنه عليه السلام أنّه قال: « لما قبض رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم أقسمت أن لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي حتى جمعت القرآن».[59] وفي رواية أخرى إنّه عليه السلام جمعه خلال ستة أشهر.[60]

غزو الروم

لمّا فكر أبو بكر بغزو الروم استشار جماعة من الصحابة فلم يقطعوا برأي، فاستشار أمير المؤمنين عليه السلام في الأمر فقال: إن فعلت ظفرت. فقال أبو بكر: بشرت بخير. وأمر أبو بكر الناس بالخروج بعد أن أمّر عليهم خالد بن سعيد.[61]

مبدأ التأريخ الاسلامي

روى الحاكم النيسابوري أن عمر ابن الخطاب استشار أمير المؤمنين عليه السلام في مبدأ التأريخ الإسلامي فأشار عليه بأن يجعل مبدأ التأريخ هجرة النبيصلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة.[62]
مرحلة خلافته

بعدما قتل عثمان، قام - أمير المؤمنين عليه السلام - فدخل منزله، فأتاه أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: إنّ هذا الرجل قد قتل، ولا بد للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحداً أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم. فقال: لا تفعلوا، فإنّي أكون وزيراً خير من أن أكون أميراً، فقالوا: لا، والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد، فإنّ بيعتي لا تكون خفياً.[63]

فخرج إلى المسجد، فبايعه من بايعه‏، وبايعت الأنصار علياً إلاّ نفيراً يسيراً، منهم حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد الخدري، ومحمد بن مسلمة، والنعمان بن بشير، وزيد بن ثابت، ورافع بن خديج، وفضالة بن عبيد، وكعب بن عجرة، كانوا عثمانية. ولم يبايعه من غير الأنصار عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد وكلهم كانوا من المقربين من عثمان.[64]

ويمكن القول بأن سبب إمتناعه عليه السلام عن قبول البيعة في بادئ الأمر يكمن في ما استشري من فساد في المجتمع على جميع المستويات بحيث أصبح من الصعب إصلاح ذلك وهذا ما أشار إليه عليه السلام مخاطبا المبايعين له: دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ لا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ ولا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ وإِنَّ الْآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ والْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَت‏.[65]
حقوق الراعي والرعية

لقد أولى أمير المؤمنين عليه السلام لهذين الحقين أهمية كبرى على المستويين النظري والعملي وهذا ما تجده جلياً في كلماته، كما في قوله: «لا يجري (الحق) لأَحدٍ إلاّ جرى عليه، ولا يجري عليه إلاّ جرى لهُ، ولو كان لأَحدٍ أَنْ يجري لهُ ولا يجري عليه لكان ذلك خالصاً لِلَّهِ سُبحانهُ دُونَ خلقه؛ لقدرتهِ على عباده، ولعدله في كُلِّ ما جرتْ عليه صُرُوفُ قضائه، ولكنَّهُ سُبحانهُ جعل حقَّهُ على العباد أَن يطيعوهُ، وجعل جزاءهُمْ عليه مضاعفةَ الثواب تفضُّلا منهُ وتوسُّعاً بما هو من المزيد أَهله».[66]

وكان عليه يرى أن لهذين الحقين نتائج كبيرة وثمرات مهمة، وهذا ما أشار اليه في نفس الخطبة، حينما قال:

«وأَعظمُ ما افترض سُبحانهُ من تلك الحقوقِ حقُّ الوالي على الرَّعيَّة وحقُّ الرَّعِيَّةِ على الوالي... فليست تصلحُ الرَّعيَّةُ إلاّ بصلاح الولاة، ولا تصلحُ الولاةُ إلاّ بِاستقامة الرَّعِيَّةِ، فإِذا أَدَّتْ الرَّعِيَّةُ إلى الوالي حقَّهُ، وأَدَّى الوالي إِليها حقَّها عزَّ الحقُّ بينهُمْ، وقَامتْ مناهجُ الدين، واعتدلتْ معالمُ العدل وجرتْ على أَذلالها السُّنَنُ...». [67]

ثم يقول عليه السلام:

«وإِذا غَلبتِ الرَّعِيَّةُ واليهَا أَو أَجحفَ الوالي برعِيَّتِهِ اختلفَتْ هُنالكَ الكلمةُ، وظهرتْ معالمُ الجور، وكثر الإِدغالُ في الدِّين، وتركَت مَحَاجُّ السُّنن، فَعُمِلَ بالهوى، وعُطِّلَتِ الأَحكامُ، وكثرتْ عللُ النّفُوس، فلا يُسْتَوْحَشُ لعظيم حقٍّ عُطِّلَ ولا لعظيم باطلٍ فُعلَ، فهنالكَ تذِلُّ الأَبْرَارُ، وتَعِزُّ الأَشرارُ، وتعظُمُ تبِعاتُ اللَّهِ سُبحانهُ عند العباد».[68]

وكان عليه السلام يولي الشخصية الإنسانية أهتماماً كبيراً، وكان يركّز على ذلك كثيراً في الكتب والوصايا التي يزود بها عماله وولاته عليه السلام، من ذلك ما ورد في كتاب له عليه السلام إلى عماله على الخراج:

«فأَنصفُوا الناسَ من أَنفسكمْ، واصبِروا لحوائجهمْ؛ فإِنّكم خُزَّانُ الرَّعِيَّةِ ووكلاءُ الأُمَّةِ وسُفراءُ الأَئمة، ولا تُحْشِمُوا أَحداً عن حاجته، ولا تحبسُوهُ عن طَلِبَتِه».[69]

و من وصاياه لعماله على الزكاة:

«وَلا تُرَوِّعَنَّ مسلماً، ولا تجتازن عليه كارها، ولا تأخذن منه أكثر من حق الله في ماله، فإذا قدمت على الحي فانزل بمائهم من غير أن تُخَالِط أبياتهم، ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم، ولا تُخْدِج‏ بالتحية لهم، ثم تقول: عباد الله أرسلني إليكم ولي الله وخليفته؛ لآخذ منكم حق الله في أموالكم فهل لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليه؟ فإن قال قائل: لا. فلا تراجعه، وإن أنعم لك منعم، فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه». [70]

وجاء في عهده المعروف لـمالك الأشتر (رض) حينما ولاه على مصر:

«وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونّن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».[71]
عدله عليه السلام

اتخذ عليه السلام وفي الأيام الأولى لحكومته موقفاً صارماً من الفساد المالي والبذل غير المشروع للثروة مؤكداً على العدالة في التوزيع التي تقوم على السبق إلى الإسلام و الجهاد في سبيله و غير ذلك من المعايير الحقة، وقد أكد على منهجه هذا حينما أكد على المساواة في العطاء قائلاً: «إني قرأت ما بين دفتي المصحف، فلم أجد فيه لبني إسماعيل على بني إسحاق فضلاً».[72]

وعندما ولَّى بيت مال المدينة عمَّارَ بن ياسر وأبا الهيثم بن التيهان كَتب إليهما: العربيُّ والقرشيُّ والأَنصاريُّ والعجميُّ وكُلُّ من في الإسلام منْ قبائلِ العرب وأَجناس العجم سواء.[73]

وكذلك إتخذ موقفاً قاطعاً في ضرورة استرجاع ما أقطعه عثمان لـبني أمية والمقربين منه وأصدر في ذلك مرسوماً قال فيه: «ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله، فهو مردود في بيت المال، فإن الحق القديم لا يبطله شئ، ولو وجدته قد تزوج به النساء، وفرق في البلدان لرددته إلى حاله، فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق».[74]
المساواة في تقسيم العطاء

كما كان عليه السلام صارماً في المساواة في العطاء كان شديد الحرص على بيت مال المسلمين، فلم يسمح حتى لاشد الناس قرابة منه التصرف فيه ولو يسيراً، فقد روى المؤرخون أنه كان يأخذ نفسه وأهله بالشدة، فلا يسمح بأن تتزين إحدى بناته بعقد ثمين تستعيره من بيت المال إعارة مضمونة، فينتزعه منها، ويرجعه لبيت المال مع لوم وتقريع لها وللخازن إبن أبي رافع معتبراً ذلك خيانة للمسلمين قائلاً: «اتَخُون المسلمين يا ابن أبي رافع؟ كيف أعرت بنت أميرِ المؤمنين عليه السلام العقد الذي في بيت مال المسلمين، بغير إذني ورضاهم!».[75]

وقال مخاطباً عبد الله بن زمعة، وهو من شيعته، وذلك أنّه قدم عليه في خلافته يطلب منه مالاً، فقال عليه السلام: «إن هذا المال ليس لي و لا لك، وإنما هو فيء للمسلمين، وجلب أسيافهم، فإن شركتهم في حربهم، كان لك مثل حظهم، وإلا فجناة أيديهم لا تكون لغير أفواههم».[76]
الصرامة في تنفيذ القوانين

لم يكن من منهج علي عليه السلام التسامح أو التساهل في القوانين وأحكام الشريعة الأمر الذي جعل بعض الناس لا يطيق ذلك، ومن نماذج ذلك:

أنه عليه السلام أمر قنبراً أن يضرب رجلا، فغلِطَ قنبر فزاد ثلاثة أسواط، فاقاد علي عليه السلام الرّجل المضروب من قنبر، فضربه ثلاثة أسواط.[77]

قام أحد رجالات البصرة المتنفذين بدعوة عامله على البصرة عثمان بن حنيف، فكتب اليه يهذبه ويؤدبه ليسمو به من مواطن الشبهات، ويرفعه إلى أرقى مستوى من الإنسانية، قائلاً له:

«أما بعد، يابن حنيف، فقد بلغني أن رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم، عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه... ألا و إن لكل مأموم إماماً يقتدي به، ويستضيء بنور علمه، ألا و إن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد».[78]
موقفه من الثناء والتملق

إتخذ الإمام عليه السلام منهجاً رافضاً للثناء والمديح وخاصة الذي يجري بطريقة تملقية وكان يحذّر كثيراً من شيوع هذا الأسلوب من التعامل مع الحكام، ومن نماذج تصديه لهذا الأسلوب:

َ روي أَنهُ عليه السلام لَمَّا وَردَ الكوفة قادماً من صفِّين مرَّ بالشِّبَامِيِّينَ فخرج إِليه حربُ بنُ شُرَحْبِيلَ الشِّبَامِيِّ وكان من وُجُوهِ قومهِ عليه السلام يمشي معهُ وهو عليه السلام راكبٌ فقال عليه السلام: «ارجعْ فإِنَّ مشي مثلك مع مثلي فتنةٌ للوالي ومذَلَّةٌ للمُؤمن».[79]

كان الإمام عليه السلام ذات يوم يخطب فأَجابهُ عليه السلام رجلٌ من أَصحابه بكلام طويل يُكثرُ فيه الثَّنَاءَ عليه، ويذكر سمعهُ وطاعتهُ، فقال لهُ عليه السلام: «وإن من أسخف حالات الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حبّ الفخر، ويوضع أمرهم على الكِبْرِ. وقد كرهت أن يكون جال في ظنّكم أني أحب الإطراء وإستماع الثناء، ولست بحمدالله كذلك، ولو كنت أحبّ أن يقال ذلك لتركته إنحطاطاً لله سبحانه....فلا تكلموني بما تكلّم به الجبابرة، ولاتتحفظوا منّي بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولاتخالطوني بالمصانعة، ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي، ولا التماس إعظام لنفسي، فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه».[80]

قال عليه السلام وقد لقيه- عند مسيره إلى الشام- دهاقين الأنبار، فترجلوا له واشتدوا بين يديه: ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا: خلق منا نعظم به أمراءنا، فقال: «والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنكم لتشقون على أنفسكم في دنياكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار».[81]

الإهتمام بالعسكر والقوات المسلحة

كان عليه السلام ينظر إلى الأمور نظرة واقعية، وينظر إلى الأصناف الإجتماعية نظرة تحفظ لها مكانتها الإجتماعية أولاّ و دورها في استقرار المجتمع ثانياً، ومن هنا نراه يهتم بالقوات المسلحة، ويوصي بها عماله بأن «الجنود بإذن الله عزّوجلّ حصون الرعية، وزين الولاة، وعزّ الدين، وسبيل الأمن والحفظ، وليس تقوم الرعية إلاّ بهم، ثم لا قوام للجند إلاّ بما يخرج الله جلّ وعزّ لهم من الخراج الذي يقوون به على جهاد عدوهم ويعتمدون عليه فيما أصلحهم، ويكون من وراء حاجاتهم». [82]

ثم يبين عليه السلام لعاملة في نفس الوصية طريقة إنتخاب الجنود قائلاً: «وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام المتقدمة، فإنّهم أكرم أخلاقاً، وأصح أعراضاً، وأقل في المطامع إشراقاً، وأبلغ في عواقب الأمور نظراً. ثم أسبغ عليهم الأرزاق، فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم، وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم، وحجة عليهم إن خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك».[83]

كذلك يؤكد عليه السلام على العلاقة بين الجنود والجماهير وأن الدعم والإسناد الجماهيري هو الأساس في ثبات البلدان واستقرار الحكومات، حيث يقول عليه السلام: «وإن سخط الخاصّة يغتفر مع رضى العامة. وليس أحد من الرعية، أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء، وأقل معونة له في البلاء، وأكره للانصاف، وأسأل بالإلحاف، وأقل شكراً عند الاعطاء، وأبطأ عذراً عند المنع، وأضعف صبراً عند ملمات الدهر من أهل الخاصة. وإنما عمود الدين، وجماع المسلمين، والعدة للاعداء، العامّة من الأمّة، فليكن صغوك لهم، وميلك معهم».[84]
العمال والولاة

إهتم عليه السلام إبّان فترة حكمه بأمر الولاة فقام بتنصيب الكثير منهم أو استبدالهم أو تغيير أماكنهم، ومن هؤلاء الولاة: قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي ولاّه أمير المؤمنين عليه السلام مصر، ثم بعدها ولاية آذربيجان التي استدعاه منها في حربه عليه السلام مع معاوية بعد أن كتب له باستخلاف عبد الله الاحمسي مكانه؛ ومنهم محمد بن أبي حذيفة كان عامله على مصر فاستبدله بمحمد بن أبي بكر؛ ومنهم مالك الأشتر النخعي عامله على نصيبين وسنجار ثم ولاه مصر؛ ومن ولاته: عبد الله بن عباس الذي كان واليه على البصرة، و أبو أيوب الأنصاري واليه على المدينة، و أبو موسى الأشعري الذي كان والياً لـعثمان على الكوفة و أقره الإمام بمشورة من مالك الأشتر فترة من الزمن عزله بعدها بعد أن بانت منه علامات الخيانة وتحبيط الناس من اللحوق بجيش الإمام عليه السلام قبل معركة الجمل، ومنهم حذيفة بن اليمان وهو الآخر كان والياً لعثمان في المدائن فاقره الإمام عليه السلام، ومنهم كميل بن زياد واليه على هيت، ومخنف بن سليم واليه على اصفهان والري وهمدان، وسليمان بن صُرَد عامله على الجبل.

وقد استشهد من ولاته كل من: مالك الأشتر و محمد بن أبي بكر و عبد الله بن خباب بن الأرت و محمد بن أبي حذيفة و حسان بن حسان البكري، و منهم الحلو بن عوف الأزدي الذي وجهه الإمام عليه السلام عاملاً على عمان فوثبت به بنو ناجية فقتلوه.

و منهم من توفي لكبر سنّه ولم يتم ولايته وهم: سهل بن حنيف و أبي قتادة و حذيفة بن اليمان.

و هناك من الولاة من واصل عمله حتى استشهاد الإمام علي عليه السلام كقيس بن سعد، و عثمان بن حنيف و كميل بن زياد و سعد بن مسعود و سليمان بن صرد الخزاعي .

ومنهم من وبّخه الإمام لتقصيره في عمله كعبيد الله بن العباس و سعيد بن نمران .

ومنهم من عزله الإمام لخيانته كالـمنذر بن الجارود و عقبة بن عمرو.[85]
حروبه
معركة الجمل (الناكثين)

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة الجمل

تعد معركة الجمل المعركة الأولى التي خاضها الإمام عليه السلام إبّان فترة حكمه مع الناكثين- أَهلُ الجمل، لنكثهم بيعتهم- [86] طلحة و الزبير وأتباعهم، في جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين هـجرية.[87]

يقول الطبري: ولما دخلت سنة ست وثلاثين فرق علي عماله على الأمصار[88] وكان طلحة والزبير قد طمعا قبل ذلك بالخلافة وبعد إجتماع الناس على أمير المؤمنين عليه السلام ومبايعته حاولا الحصول على منصب من المناصب المهمة في الدولة، وقد أشار الطبري إلى هذه القضية قائلاً: وسأل طلحة والزبير أن يؤمرهما على الكوفة و البصرة [89] فلم يستجب لهما الإمام عليه السلام لكونهما من المتهمين بقتل عثمان – بل كان من أشد المؤلبين عليه والمتهمين بقتله في المدينة- من جهة وهناك من هو أكفأ منهما من جهة أخرى،[90] من هنا قررا الالتحاق بـعائشة التي هي الأخرى من أشد المؤلبين والمحرضين على قتل عثمان، وكانت ترى الثوار المحاصرين لعثمان طالبي حق وقد إسترجعت – كما يقول الطبري - حينما بلغها قتل عثمان للمصريين، لكنها– والقول للطبري أيضاً- لما بلغها قتل عثمان واجتماع الناس على علي، قالت: ردوني إن عثمان قتل مظلوماً، فاطلبوا بدم عثمان تعزوا الإسلام.[91]


وكانت عائشة شديدة الكره والضغن لعلي، ومن هنا سايرت طلحة والزبير في حربهما لعلي عليه السلام[92] فجهّزوا جيشاً مؤلّفاً من ثلاثة آلاف مقاتل كما يذهب إلى ذلك بعض المؤرخين، وساروا به نحو البصرة.[93] وحمل عائشة على جمل يقال له عسكر.[94] وتحرَّك موكب الناكثين بقيادة عائشة وطلحة والزبير وبلغوا البصرة، وعامل الإمام عليها الصحابي عثمان بن حنيف الأنصاري، فمنعهم من الدخول، ثُمَّ توادعوا الا يحدثوا حدثاً حتى يقدم عليٌّ عليه السلام.[95]

ولما نزل أمير المؤمنين عليه السلام حاول حقن الدماء من خلال الحوار مع قادة الناكثين، وقد أشار الطبري إلى ذلك بقوله: فلما تراءى الجمعان خرج الزبير على فرس عليه سلاح، فقيل لعلي عليه السلام: هذا الزبير...وطلحة، فخرج إليهما علي عليه السلام، فدنا منهما حتى اختلفت أعناق دوابهم، فقال علي عليه السلام: لعمري لقد أعددتما سلاحاً وخيلا و رجالاً، إن كنتما أعددتما عند الله عذراً فاتقيا الله سبحانه، ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوه أنكاثاً، ألم أكن أخاكما في دينكما، تحرمان دمي وأحرم دماءكما! فهل من حدث أحلّ لكما دمي؟...

الا أن مساعي الإمامي لم تنجح في إيقاف الحرب حيث نشبت الحرب بعد أن قتل أصحاب الجمل أحد جنود الإمام.[96] وقال اليعقوبي في تاريخه مشيراً إلى هذه القضية: وخرج طلحة و الزبير فيمن معهما، فوقفوا على مصافهم، فأرسل إليهم علي عليه السلام: ما تطلبون وما تريدون؟ قالوا: نطلب بدم عثمان! قال علي عليه السلام: لعن الله قتلة عثمان! واصطف أصحاب علي عليه السلام، فقال لهم: لا ترموا بسهم، ولا تطعنوا برمح، ولا تضربوا بسيف... أعذروا. فرمى رجل من عسكر القوم بسهم، فقتل رجلاً من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، فأتي به إليه، فقال: اللهم اشهد، ثم رمى آخر، فقتل رجلاً من أصحاب علي عليه السلام، فقال: اللهم اشهد، ثم رمى رجل آخر، فأصاب عبد الله بن بديل ابن ورقاء الخزاعي فقتله، فأتى به أخوه عبد الرحمن يحمله، فقال علي عليه السلام: اللهم اشهد، ثم كانت الحرب.[97]

وكان الزبير قد انسحب من المعركة قبل ذلك بعدما ذكّره الإمام عليه السلام بحديث رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم إلاّ أنّه قتل بعد انسحابه على يد عمرو بن جرموز[98]

وكانت الحرب أربع ساعات من النهار، روي أنه قتل في ذلك اليوم نيف وثلاثون ألفاً. ثم نادى منادي علي عليه السلام: ألا لا يجهز على جريح، ولا يتبع مولّ، ولا يطعن في وجه مدبر، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن. ثم أمّن الأسود والأحمر.[99]

ولما وضعت الحرب أوزارها جاء علي عليه السلام لعائشة، فقال: ألم تنهي عن هذا المسير؟ فقالت: يا ابن أبي طالب! قدرت فاسجح! فقال: أخرجي إلى المدينة، وارجعي إلى بيتك الذي أمرك رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم أن تقرّي فيه. قالت: أفعل. فوجه معها سبعين امرأة من عبد القيس في ثياب الرجال، حتى وافوا بها المدينة.[100]
حرب صفين

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة صفين

وهي المعركة الثانية من المعارك التي وقعت إبّان حكم الإمام عليه السلام مع القاسطين (معاوية وجنده)[101] في شهر صفر سنة سبع وثلاثين للهجرة في بلاد الشام على شاطئ الفرات في منطقة يقال لها صفين، وقد انتهت بالتحكيم في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين للهجرة.[102]

وقد أكد المؤرخون أن معاوية بن أبي سفيان لم يقدم للخليفة الثالث عثمان أي معونة أو دعم يفك عنه حصار الثوار له بالرغم من مناشدة عثمان له وطلبه ذلك منه أكثر من مرّة، إلاّ أنّه وبعد قتله حاول استغلال قتله كذريعة - أمام الشاميين - لتحقيق مآربه والتمسك بحكم الشام، ومن هنا أخذ ينشر بين الشاميين فكرة الدفاع عن عثمان وأنّه سيطالب بثأر عثمان، ويدعي أن علياً قد قصّر في المطالبة بدم عثمان، بل إنّه عليه السلام وراء قتل الخليفة عثمان. ومن هنا إمتنع عن البيعة ولم يستجب للرسائل التي أرسلها الإمام عليه السلام له طالباً منه الدخول فيما دخل فيه الناس، ولمّا لم يجد ما يؤكد تهمته للإمام عليه السلام طلب منه تسليم قتلة عثمان ليقتص منهم، وبعد أن فشلت كل المحاولات السلمية مع معاوية وبعد أن تناهى إلى الإمام عليه السلام بأن معاوية يعدّ العدّة للحرب، جهّز عليه السلام جيشه فالتقى الجيشان في منطقة صفين، ومع اصطفاف الجيشين بذل الإمام عليه السلام قصارى جهده لحقن دماء المسلمين إلاّ أن جهوده لم تثمر فنشبت الحرب بين الفريقين في السنة السابعة والثلاثين من الهجرة.[103]

ولمّا عضّت الحرب القوم وقرب أصحاب علي عليه السلام من الفتح قال عمرو بن العاص لمعاوية: ها هنا حيلة توجب الاختلاف بينهم والفرقة، وذاك أن علياً وأصحابه أصحاب ورع و دين فإذا أصبحنا رفعنا المصاحف وقلنا: بيننا وبينكم كتاب الله. فلما أصبحوا رفعوا المصاحف وقالوا: بيننا وبينكم كتاب الله، الله الله في البقية. واستقبلوا علي بن أبي طالب عليه السلام بالمصاحف، فقال علي عليه السلام:

والله ما الكتاب يريدون، وإن هذا منهم لمكيدة، فاتقوا الله عباد الله، وامضوا على حقكم وصدقكم وقتال عدوكم، إنّهم والله ما رفعوها ليعملوا بها وما رفعوها إلاّ خديعة ووهنا ومكيدة لكم. فتفرق عند ذلك أصحابه عليه السلام واختلف قولهم. [104]

ثم كتب الإمام عليه السلام- مضطراً- في جواب رسالة معاوية: ثم إنّك قد دعوتني إلى حكم القرآن، ولقد علمتُ أنك لست من أهل القرآن، ولست حكمه تريد. والله المستعان. وقد أجبنا القرآن إلى حكمه، ولسنا إياك أجبنا.[105]

فرضي الفريقان جميعا بالحكمين، فاختار أهل الشام عمرو بن العاص، وقال الأشعث بن قيس والذين صاروا خوارج بعد ذلك: إننا قد رضينا بـأبي موسى الأشعري، فقال علي عليه السلام: فإنه ليس لي برضا وأنا أجعل الأشتر حكماً، فقال الأشعث: وهل سعّر الأرض علينا إلاّ الأشتر!. ثم رشح عليه السلام عبد الله بن عباس للتحكيم، فقال الأشعث و من معه: لا والله لا يحكم فينا مضريان أبداً حتى تقوم الساعة! و لكن يكون رجل من مضر و رجل من اليمن. فقال علي عليه السلام: وقد أبيتم إلاّ أبا موسى؟ قالوا: نعم. قال: فاصنعوا ما أردتم.[106]

إلاّ أن واقعة التحكيم إنتهى بخديعة أبي موسى الاشعري من قبل عمرو بن العاص الذي حكم بتثبيت معاوية بعد أن سبقه الأشعري لعزل علي عليه السلام.[107]
معركة النهروان (المارقين)

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: معركة النهروان

ما إن إنتهت قضية التحكيم المعروفة التي شابها نوع من الخيانة حتى خرجت الخوارج على الإمام عليه السلام – وهم الذين كانوا قد ألجأوه إلى التحكيم قبل ذلك - وقالوا: لم حكمت الرجال؟ لا حكم إلا لله. وهم المارقة الذين اجتمعوا بـالنهروان.[108]

وتمادى المارقون بنشر الفساد في مناطقهم، فنهبوا واغتالوا وتعاطوا كثيراً من الموبقات كان على رأسها قتل عبد الله بن الخباب بن الأرت- وهو من خيرة الصحابة- وبقروا- أي شقوا- بطن زوجته وهي حامل،[109] وجعلوا يتعرّضون الناس ويذيعون الذعر، فأرسل إليهم أمير المؤمنين عليه السلام يسألهم عن هذا الفساد. وبعد أن فشلت جميع المساعي بما فيها مسعى عبد الله بن عباس الذي أرسله الإمام عليه السلام إليهم ليستعلم رأيهم ويحاورهم في سبب خروجهم وقتلهم للمسلمين، ذهب عليه السلام إليهم بنفسه وبعد حوار طويل تمكن عليه السلام من إقناع الكثير من الخوارج بالعدول عن رأيهم والانسحاب من الساحة، إلاّ أن طائفة كبيرة منهم تقدّر بأربعة آلاف بقيت مصرة على غيّها وعنادها، ولمّا لم يجد عليه السلام عندهم حجّة يركن إليها، ولم يرجعوا عن غيهم اضطر لمواجهتهم، وانتهت المعركة بهزيمة نكراء لجيش الخوارج حيث لم يبق منهم – حسب الوثائق التأريخية - إلاّ تسعة، ولم يقتل من جيش الإمام إلاّ سبعة أو تسعة.[110]
استشهاده عليه السلام

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: استشهاد الإمام علي عليه السلام

بعد أن وضعت معركة النهروان أوزارها أخذ الإمام عليه السلام يعد العدّة ويحرض الناس لحرب معاوية والشاميين، إلاّ أنّه عليه السلام لم يجد رغبة عند العراقيين في محاربة الشاميين إلاّ القليل منهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى اعتمد معاوية أسلوب الغارة على الأطراف التي تقع تحت حكومة الإمام عليه السلام في جزيرة العرب والعراق؛ ليشيع الخوف والرعب في أوساطهم، وليمهّد الطريق لفتح العراق.[111]

وفي تلك الفترة التي كان عليه السلام يعد العدّة لحرب الشاميين ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي (لعنة الله عليه) في محراب مسجد الكوفة ليلة التاسع عشر من رمضان من سنة 40 للهجرة. وكان ابن ملجم واحداً من ثلاثة من الخوارج اجتمعوا بـمكَّة، كانوا قد ذكروا أهل النهروان فترحَّموا عليهم، وقرورا قتل علي عليه السلام ومعاوية و عمرو بن العاص، فقال عبدالرحمن بن ملجم المرادي: أنا أكفيكم عليَّا. وكان لقطام دور في نجاح خطته.[112]

وبعد شهادته عليه السلام قام أبناؤه الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام ومحمد بن الحنفية يساعدهم عبد الله بن جعفر بدفنه سرّاً في منطقة الغريين محل القبر المعروف في العراق وعفي - أخفي - أثر قبره بوصية منه عليه السلام.[113] خوفاً من بني أمية وأعوانهم، والخوارج، وأمثالهم من نبش القبر.[114]
وصاياه

نقلت لنا الوثائق التأريخية وصاياه لأبنائه وأهل بيته عليه السلام في كيفية غسله وتكفينه و الصلاة عليه ودفنه[115] وكان عليه السلام قد أوصاهم بإخفاء مكان قبره، فحملوه إلى الغري من النجف الكوفة، ودفن هناك ليلاً قبل طلوع الفجر.[116]

ومن وصاياه التي أوصى به أبناءه وصيته أنه قال للحسن عليه السلام والحسين عليه السلام حين ضربه ابن ملجم:

ثم قال: يا بني عبد المطلب! لا ألفيتكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون: (قتل أمير المؤمنين)، ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي. انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه، فاضربوه ضربة بضربة، ولا تمثلوا بالرجل، فإنّي سمعت رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم يقول:«إياكم و المثلة و لو بالكلب العقور».[117]
إخفاء قبره الشريف

أشار المؤرخون والباحثون إلى أنّه عليه السلام أوصى بدفنه سرّاً خوفاً من بني أمية وأعوانهم، والخوارج، وأمثالهم، فربما لو نبشوه مع علمهم بمكانه،[118] حمل ذلك بني هاشم على المحاربة، والمشاققة التي أغضى عنها عليه السلام في حال حياته، فكيف لا يوصي بترك ما فيه مادة النزاع بعد وفاته.[119]
فضائله ومناقبه (عليه السلام)
الآيات القرآنية

أشار الأعلام والمفسرون إلى كم وافر من الآيات التي نزلت في حقه عليه السلام والمبينة لبعض فضائله ومناقبه، فقد روي عن ابن عباس أنّه قال: «نزلت في علي ثلاث مئة آية».[120] نشير هنا إلى نماذج منها:

آية المباهلة: فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبين‏.[121]

نزلت الآية في السنة العاشرة للهجرة عندما قدم وفد نصارى نجران على النبيصلى الله عليه وآله وسلم... فلمّا دعاهم رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك ... فلمّا كان الغد جاء النبيصلى الله عليه وآله وسلم آخذا بيد علي بن أبي طالبعليه السلام والحسن عليه السلام والحسين عليه السلام بين يديه يمشيان وفاطمة عليه السلام تمشي خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم فلما رأوا النبيصلى الله عليه وآله وسلم بهذه الحالة قال سيدهم: إني لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة وأنا أخاف أن يكون صادقاً، وقال: يا أبا القاسم إنّا لا نباهلك، ولكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به.[122]

آية التطهير وهي قوله تعالى: إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً.[123]

ذهب أعلام الشيعة ومفسروهم آن الآية المذكورة نزلت في بيت أم سلمة زوجة النبيصلى الله عليه وآله وسلم، فقد روي عنهاأنها قالت: «لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام وفاطمة عليه السلام وحسناً عليه السلام وحسيناً عليه السلام فحال عليهم كساء خيبرياً، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيراً.[124]

آية المودة وهي قوله تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏.[125]

روي عن إبن عباس أنّه فَسّرها بأهل البيت عليه السلام، ورفع ذلك إلى النبيصلى الله عليه وآله وسلم فقال: قالوا: يا رسول الله ـ عند نزول الآية ـ مَن قرابتك هؤلاء الّذين وَجَبَت عَلَينا مَوَدّتهم؟ قال: «عليّ عليه السلام وفاطمة عليه السلام وابناهما».[126]
أول الناس إسلاماً

اشتهر بين المسلمين بالـتواتر أنّه عليه السلام أول الناس إسلاماُ.[127] روي عن سلمان أنّه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: «أوّلكم وارداً على الحوض ( نهر الكوثر)، أوّلكم إسلاماً، علي بن أبي طالب».[128] وكذلك خاطبصلى الله عليه وآله وسلم إبنته فاطمة عليه السلام قائلاً: «أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علما وأعظمهم حلماً».[129]
ليلة المبيت في الفراش

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: ليلة المبيت

لمّا أذن الله تعالى للنبيصلى الله عليه وآله وسلم في الحرب، وبايعه الأنصار على الإسلام والنّصرة له ولمن اتبعه، وأوى إليهم من المسلمين، أمر رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم أصحابه من المهاجرين من قومه، ومن معه بمكة من المسلمين، بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها، واللحوق بإخوانهم من الأنصار.[130]

فلمّا رأت قريش ذلك حذروا خروج رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، فاجتمعوا في دار الندوة، وتشاوروا فيها... فقال أبو جهل: أرى أن نأخذ من كلّ قبيلة فتى نسيبا، ونعطي كلّ فتى منهم سيفاً، ثمّ يضربونه ضربة رجل واحد فيقتلونه، فإذا فعلوا ذلك تفرّق دمّه في القبائل كلّها، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعاً، ورضوا منّا بالعقل (أي الدية)، فأتى جبرائيل النبيّصلى الله عليه وآله وسلم، فقال: لا تبت الليلة على فراشك...فقالصلى الله عليه وآله وسلم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: نم على فراشي، واتّشح ببردي الأخضر. وأمره أن يؤدّي ما عنده من وديعة وأمانة وغير ذلك. وخرج رسول الله،صلى الله عليه وآله وسلم مهاجراً.[131]

وقد أشار المفسرون في معرض حديثهم عن شأن نزول قوله تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْري نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِباد.[132] أنّها نزلت تلك الليلة، قال الفخر الرازي: نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام، بات على فراش رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم ليلة خروجه إلى الغار.[133]
المؤاخاة مع النبي (ص)

لما قدم النبيصلى الله عليه وآله وسلم المدينة وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين علي بن أبي طالب عليه السلام. يقول ابن عبد البر: وروينا من وجوه عن علي عليه السلام أنّه كان يقول: أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد غيري إلاّ كذّاب. وقال أبو عمر: آخى رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين بمكة ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بالمدينة، وقال في كل واحدة منهما لعلي: «أنت أخي في الدنيا والآخرة». [134]
رد الشمس

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: رد الشمس

في السنة السابعة للهجرة ولما كان رأس رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم في حجر علي عليه السلام، وهو يوحى إليه فلم يصل علي العصر حتى غربت الشمس. قال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إنّه كان في طاعتك وطاعة نبيّك، فاردد عليه الشمس. فردّها الله له.[135]
إبلاغ سورة براءة

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: إبلاغ سورة البراءة

لمّا نزلت سورة البراءة في نقض ما بين رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم وبين المشركين من العهد، الّذي كانوا عليه فيما بينه و بينهم‏ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكين‏ ولم يكن من نيّة النبيصلى الله عليه وآله وسلم الذهاب إلى الحج ذلك العام، فقيل له: يا رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم لو بعثت بها إلى أبي بكر، فقال: لا يؤدّي عني إلا رجل من أهل بيتي، ثم دعا عليّ ابن أبي طالب عليه السلام، فقال له: أخرج بهذه القصة من صدر براءة...[136]وفي تأريخ الطبري: وسار علي يؤذن ببراءة فقام يوم الاضحى فآذن، فقال: لا يقربن المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوفن بـالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فله عهده إلى مدته...[137]
حديث علي مع الحق

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: حديث علي مع الحق

روي عن النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «علي مع الحق والحق مع علي».[138]
حديث سد الأبواب

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: حديث سد الأبواب

روى المتقي الهندي أنّهصلى الله عليه وآله وسلم قال مخاطباً علياً عليه السلام: إنّ موسى عليه السلام سأل ربّه أن يطهّر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهّر مسجدي بك وبذريتك، ثم أمر بسد الأبواب إلاّ باب علي عليه السلام، ولما سئلصلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك قال: ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكن الله فتح باب علي، وسدّ أبوابكم.[139]
تأسيسه لعلوم الإسلام

يقول ابن أبي الحديد المعتزلي (علماء القرن السابع الهجري) في مقدمته شرحه لـنهج البلاغة: وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل، ولم يمكنهم جحد مناقبه، ولا كتمان فضائله، فقد علمت أنّه ابستولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكل حيله في إطفاء نوره، والتحريض عليه، ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة، أو يرفع له ذكراً، حتى حظروا أن يسمّى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعه وسمواً، وكان كالمسك كلّما ستر انتشر عرفه، وكلما كتم تضوّع نشره.[140]

ويواصل ابن أبي الحديد قوله: وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة، وتنتهي إليه كل فرقة، وتتجاذبه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها، وأبو عذرها، وسابق مضمارها، ومجلى حلبتها، كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ، وله إقتفى، وعلى مثاله إحتذى.[141]

علم الكلام

يقول ابن أبي الحديد: وقد عرفت أن أشرف العلوم هو العلم الإلهي؛ لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، ومعلومه أشرف الموجودات، فكان هو أشرف العلوم.

ومن كلامه عليه السلام اقتبس، وعنه نقل، وإليه انتهي، ومنه ابتدأ فإن المعتزلة- الذين هم أهل التوحيد والعدل، وأرباب النظر، ومنهم تعلم الناس هذا الفن- تلامذته وأصحابه؛ لأن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وأبو هاشم تلميذ أبيه وأبوه تلميذه عليه السلام.[142]

وأمّا الأشعرية فإنّهم ينتمون إلى أبي الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري، وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وأبو علي أحد مشايخ المعتزلة، فالأشعرية ينتهون إلى أستاذ المعتزلة ومعلمهم وهو علي بن أبي طالب عليه السلام.[143] وأمّا الإمامية والزيدية فانتماؤهم إليه ظاهر.[144]

علم الفقه

يقول ابن أبي الحديد: ومن العلوم علم الفقه، وهو عليه السلام أصله وأساسه، وكل فقيه في الإسلام فهو عيال عليه، ومستفيد من فقهه، أمّا فقه الشيعة: فرجوعه إليه ظاهر.

وأمّا أصحاب أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمد وغيرهما، فأخذوا عن أبي حنيفة، وأمّا الشافعي فقرأ على محمد بن الحسن، فيرجع فقهه إيضا إلى أبي حنيفة، وأمّا أحمد بن حنبل، فقرأ على الشافعي فيرجع فقهه أيضاً إلى أبي حنيفة، وأبو حنيفة قرأ على جعفر بن محمد عليه السلام، وقرأ جعفر على أبيه عليه السلام، وينتهى الأمر إلى علي عليه السلام. وأمّا مالك بن أنس، فقرأ على ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة على عكرمة، وقرأ عكرمة على عبد الله بن عباس، وقرأ عبد الله بن عباس على علي بن أبي طالب عليه السلام، وإن شئت رددت إليه فقه الشافعي بقراءته على مالك كان لك ذلك، فهؤلاء الفقهاء الأربعة.

وأيضاً فإن فقهاء الصحابة كانوا: عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس، وكلاهما أخذ عن علي عليه السلام.

أمّا ابن عباس فظاهر، وأمّا عمر فقد عرف كل أحد رجوعه إليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة، وقوله غير مرّة: «لو لا علي عليه السلام لهلك عمر»، وقوله: «لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن». وقوله: «لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر، فقد عرف بهذا الوجه أيضاً انتهاء الفقه إليه». وقد روت العامّة والخاصّة قولهصلى الله عليه وآله وسلم: «أقضاكم علي»، والقضاء هو الفقه، فهو إذا أفقههم.[145]

علم التفسير

وعند تقدمه عليه السلام في التفسير وكونه الرأس في هذا المضمار يقول ابن أبي الحديد أيضاً: ومن العلوم: علم تفسير القرآن، وعنه أخذ، ومنه فرع. وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك؛ لأنّ أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له، وانقطاعه إليه، وأنّه تلميذه وخريجه. وقيل له: أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط.[146]

العرفان وعلم الطريقة

وعن تقدمه عليه السلام في هذا العلم يقول ابن أبي الحديد: ومن العلوم: علم الطريقة والحقيقة، وأحوال التصوّف، وقد عرفت أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون، وعنده يقفون ويكفيك دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم إلى اليوم، وكونهم يسندونها بإسناد متّصل إليه عليه السلام.[147]

علوم اللغة

وهنا أيضاً يؤكد ابن أبي الحديد تقدمه عليه السلام في هذا الفن من العلوم قائلاً: ومن العلوم «علم النحو والعربية» وقد علم الناس كافّه أنّه هو الذي ابتدعه وأنشأه، وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله، من جملتها الكلام كلّه ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف. ومن جملتها: تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة، وتقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع والنصب والجر والجزم.[148]

الفصاحة والبلاغة

وعن فصاحته وبلاغته يقول ابن أبي الحديد: وأما الفصاحة: فهو عليه السلام إمام الفصحاء، وسيد البلغاء، وفي كلامه قيل: دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين. ومنه تعلّم الناس الخطابة والكتابة، قال عبد الحميد بن يحيى: حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع، ففاضت ثم فاضت. وقال ابن نباتة: حفظت من الخطابة كنزاً لا يزيده الإنفاق إلاّ سعة وكثرة، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب عليه السلام.[149]
خصائصه الأخلاقية

جوده وسخاؤه

يقول ابن أبي الحديد: وأمّا السخاء والجود فحاله فيه ظاهرة، وكان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده، وفيه أنزل وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً. وروى المفسرون أنّه لم يكن يملك إلاّ أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سراً، وبدرهم علانيةً، فأنزل فيه:الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً. وروى عنه أنّه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة، حتى مجلت - أي: ثخن جلده وتعجز وظهر فيه ما يشبه البثر - يده، ويتصدق بالأجرة، ويشد على بطنه حجراً. وما قال: «لا» لسائل قط.

وقال عدوه ومبغضه الذي يجتهد في وصمه وعيبه معاوية بن أبي سفيان لـمحفن بن أبي محفن الضبي لمّا قال له: جئتك من عند أبخل الناس، فقال: «ويحك! كيف تقول إنّه أبخل الناس، لو ملك بيتاً من تبر (الذهب) وبيتاً من تبن، لأنفد تبره قبل تبنه».[150]

حلمه وصفحه

وصفه ذلك ابن أبي الحديد قائلاً: كان أحلم الناس عن ذنب، وأصفحهم عن مسيء، وقد ظهر صحة ما قلناه يوم الجمل، حيث ظفر بـمروان بن الحكم - وكان أعدى الناس له، وأشدهم بغضاً - فصفح عنه.

وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الأشهاد، وخطب يوم البصرة- أساء فيها إلى الإمام كثيراً وتكلم بأقبح الألفاظ - وكان علي عليه السلام يقول: ما زال الزبير رجلاً منّا أهل البيت حتى شبّ عبد الله - فظفر به الإمام يوم الجمل، فأخذه أسيراً، فصفح عنه، وقال: اذهب فلا أرينك، لم يزده على ذلك. وظفر بـسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة، وكان له عدواً، فأعرض عنه، ولم يقل له شيئاً.

وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره، فلمّا ظفر بها أكرمها، وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس عمّمهن بالعمائم، وقلّدهن بالسيوف، فلمّا كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به، وتأففت وقالت: هتك ستري برجاله وجنده الذين وكّلهم بي فلمّا وصلت المدينة ألقى النساء عمائمهن، وقلن لها: إنّما نحن نسوة. وحاربه أهل البصرة وضربوا وجهه ووجوه أولاده بالسيوف، وشتموه ولعنوه، فلمّا ظفر بهم رفع السيف عنهم، ونادى مناديه في أقطار العسكر: ألا لا يتبع مولّ، ولا يجهز على جريح، ولا يقتل مستأسر، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن تحيّز إلى عسكر الإمام فهو آمن. ولم يأخذ أثقالهم، ولا سبى ذراريهم، ولا غنم شيئاً من أموالهم، ولو شاء أن يفعل كل ذلك لفعل، ولكنه أبى إلاّ الصفح والعفو وتقيل سنّة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة، فإنّه عفا والأحقاد لم تبرد، والإساءة لم تنس.

ولمّا مَلَكَ عسكر معاوية عليه الماء، وأحاطوا بشريعة الفرات، وقالت رؤساء الشام له: اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشاً، سألهم علي عليه السلام وأصحابه أن يشرعوا لهم شرب الماء، فقالوا: لا والله، ولا قطرة حتى تموت ظمأ كما مات ابن عفان، فلمّا رأى عليه السلام أنّه الموت لا محالة تقدم بأصحابه، وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة، وملكوا عليهم الماء، وصار أصحاب معاوية في الفلاة، لا ماء لهم، فقال له أصحابه وشيعته: امنعهم الماء يا أمير المؤمنين، كما منعوك، ولا تسقهم منه قطرة، واقتلهم بسيوف العطش، وخذهم قبضاً بالأيدي فلا حاجه لك إلى الحرب، فقال: لا والله لا أكافئهم بمثل فعلهم، افسحوا لهم عن بعض الشريعة، ففي حدّ السيف ما يغني عن ذلك.[151]

البشر وطلاقة الوجه

وأما سجاحة الأخلاق، وبشر الوجه، وطلاقة المحيا، والتبسم: فهو المضروب به المثل فيه حتى عابه بذلك أعداؤه. قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحابه: كان فينا كأحدنا، لين جانب، وشدة تواضع، وسهولة قياد، وكنّا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه.[152]

شجاعته

يقول ابن أبي الحديد في وصف شجاعته: فإنّه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحرب مشهورة يضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فر قط، ولا ارتاع من كتيبة، ولا بارز أحداً إلاّ قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الأولى إلى ثانية، وفي الحديث «كانت ضرباته وتراً»، ولما دعا معاوية إلى المبارزه ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما، قال له عمرو: لقد أنصفك، فقال معاوية: ما غششتني منذ نصحتني إلا اليوم! أتأمرني بمبارزه أبي الحسن وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرق! أراك طمعت في إمارة الشام بعدي!.[153]

وقال ابن أبي الحديد أيضاً: وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته، فأمّا قتلاه فافتخار رهطهم بأنّه عليه السلام قتلهم أظهر وأكثر. فكانت العرب تفتخر بذلك لتحوز لنفسها الفخر والعزة مثلما افتخر عبد الله بن الزبير حينما انتبه يوما معاوية، فرأى عبد الله بن الزبير جالساً تحت رجليه على سريره، فقعد، فقال له عبد الله يداعبه: يا أمير المؤمنين، لو شئت أن أفتك بك لفعلت، فقال- معاوية وهو لا يخفي تهكمه-: لقد شجعت بعدنا يا أبا بكر، قال- عبد الله يباهي ويفتخر-: وما الذي تنكره من شجاعتي وقد وقفت في الصف إزاء علي بن أبي طالب عليه السلام! قال - معاوية وكأنما أدلع لسان سخريته -: لا جرم إنّه قتلك وأباك بيسرى يديه، وبقيت اليمنى فارغة، يطلب من يقتله بها.[154]

عبادته

وعن عبادته يقول المعتزلي في شرحه للنهج: كان أعبد الناس وأكثرهم صلاة وصوماً، ومنه تعلم الناس صلاة الليل، وملازمة الأوراد وقيام النافلة، وما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير، فيصلي عليه ورده، والسهام تقع بين يديه وتمر على صماخيه يميناً وشمالاً، فلا يرتاع لذلك، ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته! وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده.

وأنت إذا تأمّلت دعواته ومناجاته، ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وإجلاله، وما يتضمنه من الخضوع لهيبته، والخشوع لعزته والاستخذاء له، عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص، وفهمت من أيّ قلب خرجت، وعلى أيّ لسان جرت!.[155]

الزهد في الدنيا

وأما الزهد في الدنيا فهو سيد الزهاد، وبدل الأبدال، وإليه تشدّ الرحال، وعنده تنفض الأحلاس، ما شبع من طعام قط.

وكان أخشن الناس مأكلاً وملبساً، قال عبد الله بن أبي رافع: دخلت إليه يوم عيد، فقدم جراباً مختوماً، فوجدنا فيه خبز شعير يابساً مرضوضاً، فقدم فأكل، فقلت: يا أمير المؤمنين عليه السلام، فكيف تختمه؟ قال: خفت هذين الولدين أن يلتاه بسمن أو زيت. وكان ثوبه مرقوعاً بجلد تارة، وليف أخرى، ونعلاه من ليف. وكان يلبس الكِرباس الغليظ، فإذا وجد كمّه طويلاً قطعه بشفرة، ولم يخطه، فكان لا يزال متساقطاً على ذراعيه حتى يبقى سدى لا لحمة له، وكان يأتدم إذا ائتدم بخل أو بملح، فإن ترقّى عن ذلك فبعض نبات الأرض، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل، ولا يأكل اللحم إلاّ قليلاً، ويقول: لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان. وكان مع ذلك أشدّ الناس قوّة وأعظمهم أيداً، لا ينقض الجوع قوته، ولا يخون – أي ينقص - الإقلال منته.

وهو الذي طلّق الدنيا، وكانت الأموال تجبى إليه من جميع بلاد الإسلام إلاً من الشام، فكان يفرّقها.[156]
آثاره ومؤلفاته

نهج البلاغة

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: نهج البلاغة

يمثّل نهج البلاغة جملة ما اختاره السيّد الشريف الرضي (من علماء القرن الرابع) من كلام الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو أشهر ما انتقي من كلامه عليه السلام، وقد حظي كتاب النهج بمنزلة سامية في الوسط الشيعي حيث جاء في المرتبة الثانية بعد القرآن الكريم قداسة، ونال مكان بارزة جداً في أوساط الأدب العربي، حتى وصف هذا الكتاب النفيس بأنّه مملوٌّ من ألفاظ يتهذّب بها المتحدث، ويتدرّب بها المتكلّم. فيه من القول أحسنه، ومن المعاني أرصنه، كلامٌ أحلى من نَغَمِ القيان، وأبهى من نَِعَم الجنان...وأنّ بلاغته قد بلغت منزلة أعلى من قدرة المخلوق ودون منزلة الخالق.

وقد نظّم السيد الرضي كلمات أمير المؤمنين عليه السلام على ثلاثة فصول: الخطب، الرسائل، وقسم الكلمات القصار.

1. أما الخطب فقد احتوى الكتاب على 239 خطبة توزّعت على ثلاث مراحل زمنية: ألف- ما صدر عنه قبل خلافته؛ ب. أثناء خلافته؛ ج- بعد خلافته.

2. وأما قسم الرسائل فقد اشتمل على 79 رسالة جلّها صدرت منه إبّان حكمه عليه السلام.

3. قسم الكلمات القصار، وهذا القسم جمع فيه السيد الرضي 480 كلمة من كلماته ومواعظه القصار.

وقد حظي النهج بإهتمام كبير من قبل الباحثين والشرّاح حتى تجاوزت شروحه أكثر من خمسين شرحاً، من أشهرها: شرح ابن ميثم البحراني، شرح النهج لابن أبي الحديد المعتزلي، شرح محمد عبده، شرح الشيخ محمد تقي الجعفري، منهاج البراعة لقطب الدين الراوندي، دروس في نهج البلاغة للشيخ حسين علي المنتظري، وشرح نهج البلاغة لمحمد باقر نواب لاهيجاني.[157]

غرر الحكم ودرر الكلم

مقال تفصيلي: غرر الحكم ودرر الكلم

جمعه عبد الواحد بن محمد الآمدي (من علماء القرن الخامس الهجري)، ويشتمل الكتاب على طائفة من حكم الإمام عليه السلام القصيرة التي ناهزت 10760 كلمة توزّعت على مجموعة من المواضيع: العقائد، العبادات، الأخلاق، السياسة، الإقتصاد والإجتماع.[158]

دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم

من كلام أمير المؤمنين عليه السلام تأليف الإمام القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي من جهابذة الشافعية في القرن الخامس، وهناك من ذهب إلى القول بتشيّع الرجل.[159]

يشتمل الكتاب على تسعة أبواب: الباب الأول: فيما روي عنه عليه السلام من فوائد حكمه؛ والثاني فيما روي عنه في ذمّه الدنيا وتزهيده فيها؛ والثالث فيما روي عنه من المواعظ؛ والرابع فيما روي عنه من وصاياه ونواهيه؛ والخامس في المروي عنه من أجوبته عن المسائل وسؤالاته؛ والسادس في المروي عنه من غريب كلامه؛ والسابع في المروي عنه من نوادر كلامه؛ والثامن في أدعيته ومناجاته؛ والباب التاسع فيما انتهى إلى المؤلف من شعره عليه السلام.[160]

ومن آثاره عليه السلام:

نثر اللآلئ جمع أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن.

مطلوب كل طالب من كلام علي بن أبي طالب عليه السلام، إختيار الجاحظ وشرح أبي إسحاق رشيد الدين الوطواط.

قلائد الحكم و فرائد الكلم: جمع القاضي أبي يوسف يعقوب بن سليمان الأسفراييني.

أمثال الإمام وخطبه ورسائله المستلة من كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم.



أصحابه

سلمان الفارسي (رض) وهو من خلّص أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام والذي وردت بحقه الكثير من روايات أهل البيت عليه السلام[161] على رأسها قول النبيصلى الله عليه وآله وسلم: «سلمان منّا أهل البيت عليه السلام».[162]

مالك الأشتر النخعي، هو مالك بن حارث بن عبدِ يَغوث النَخَعي الكوفي ولد في اليمن وأوّل المبايعين لعلي عليه السلام والسائرين في ركابه عليه السلام في حروبه الثلاثة، وكان من أبرز القادة في الجمل وصفين والنهروان.[163]

أبوذر الغفاري، هو جندب بن جنادة، ممن سبق إلى الإسلام[164] وكان إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام في حياة النبيصلى الله عليه وآله وسلم وبعد وفاته، ومن السابقين إلى موالاته والقول بإمامته والممتنعين عن بيعة أبي بكر.[165]

المقداد بن عمرو، (المقداد بن الأسود) من السبعة الأوائل الذين آمنوا بالنبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم ومن الملازمين لأمير المؤمنين عليه السلام بعد رحيل النبيصلى الله عليه وآله وسلم 25عاماً، ومن المنكرين على أبي بكر تقدمه للخلافة والممتنعين عن بيعته.[166]

كميل بن زياد هو كميل بن زياد النخعي من التابعين ومن خلّص أصحاب الإمامين أمير المؤمنين والحسن (عليهما السلام).[167] ومن أوائل شيعة الإمام المسارعين إلى بيعته عليه السلام والسائرين تحت ركابه في الحروب التي خاضها إبّان حكمه.[168]

عمار بن ياسر، من السابقين إلى الإسلام والمؤمنين برسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم هاجر إلى الحبشة ومنها إلى المدينة بعد أن علم بـهجرة النبيصلى الله عليه وآله وسلم اليها، وبعد رحيل النبيصلى الله عليه وآله وسلم لازم ركاب أمير المؤمنين عليه السلام، وكان من أشد المدافعين عن حقوق أهل بيت النبيصلى الله عليه وآله وسلم، ولي الكوفة في زمن عمر، ولكنه عزل لعدله واستقامته وزهده التي لم ترق للبعض فعاد إلى المدينة، وقد لازم أمير المؤمنين عليه السلام، [169] وعاضده في حربي الجمل وصفين والتي استشهد فيها، وفيه تحققت نبوءة النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم حينما قال له: «تقتلك الفئة الباغية، فقد أخرج الحافظ أبو نعيم وابن عساكر كما في ترتيب جمع الجوامع 7 ص 72 عن زيد بن وهب ...عن رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم قال مخاطباً له: تقتلك الفئة الباغية، قاتل عمار في النار.

إبن عباس، هو عبد الله بن العباس عم النبيصلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام. روى عن النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم كثيراً.[170] وكان يرى أحقية علي عليه السلام في الخلافة بعد رحيل النبيصلى الله عليه وآله وسلم ومن الملازمين له إبّان تصديه للخلافة والمعاضدين له في كل من حرب الجمل وصفين والنهروان، وكان واليه عليه السلام على البصرة.[171]

محمد بن أبي بكر، (ابن الخليفة الأول)، ولد في السنة العاشرة للهجرة وكان من خاصّة أمير المؤمنين عليه السلام المعتقدين بإمامته وأنّه الأولى بـالخلافة وأن من سبقه غصب حقّه.[172] شارك في حروب أمير المؤمنين عليه السلام الجمل وصفين، ونصّب والياً على مصر في رمضان سنة 36هجرية واستشهد على يد جنود معاوية في شهر صفر عام 38هجرية.[173]

ميثم التمار، الأسدي الكوفي من خلّص أصحاب أمير المؤمين والحسنين (عليهم السلام)، وكان من شرطة الخميس الذين بايعوا أمير المؤمنين عليه السلام على الوفاء له، وشارطوه عليه السلام على الجنة.[174]

أويس القرني، هو أويس بن عامر المرادي ثم القرني الزاهد المشهور أدرك النبيصلى الله عليه وآله وسلم، ولم يره وسكن الكوفة وهو من كبار تابعيها[175] من خلّص شيعة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والمبايعين له.[176]

زيد بن صوحان، هو زيد بن صوحان العبدي من خاصة أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام والملازمين له وقادة جيشه ولمّا اصيب يوم الجمل.[177] أتاه علي وبه رمق، فوقف عليه أميرالمؤمنين عليه السلام وقال:رحمك الله يا زيد، فوالله ما عرفناك إلاّ خفيف المؤنة، كثير المعونة، فرفع إليه رأسه فقال وأنت، يرحمك الله، فوالله ماعرفتك إلا بالله عالماً، وبآياته عارفاً، والله ماقاتلت معك من جهل.[178]


صعصعة بن صوحان، العبدي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام والمشاركين له في حروبه [179] ومن أوائل المبايعين لأمير المؤمنين عليه السلام بعد مقتل عثمان.[180]





البحث

فنان سات , جامعة الفضائيات العربية , اكبر منتدى فضائي , اقوى سيرفر شيرنج ,كروت ستالايت , خدمات مجانية , قنوات فضائية , ترددات حديثة ,سيرفرات مجانيه.





hgYlhl ugd fk Hfd 'hgf ugdi hgsghl hgslhx hgYlhl ugdi 'hgf







    شكراً رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ النسر العراقي على المشاركة المفيدة:
rania sherif (10-02-2020)
قديم 10-02-2020, 11:21 AM   رقم المشاركة : 2
rania sherif
 
الصورة الرمزية rania sherif





rania sherif غير متواجد حالياً

rania sherif is a jewel in the roughrania sherif is a jewel in the roughrania sherif is a jewel in the roughrania sherif is a jewel in the rough

افتراضيرد: الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
Bookmark and Share

للإرتقاء بمنتديات فنان سات ساهم معنا فى نشر الموضوع على الفيس بوك من هنا

جزاك ربى كل خير


موضوع مميز جدا






    شكراً رد مع اقتباس
أعضاء قالوا شكراً لـ rania sherif على المشاركة المفيدة:
قديم 10-02-2020, 12:14 PM   رقم المشاركة : 3
المهندس
المدير العام


 
الصورة الرمزية المهندس





المهندس متواجد حالياً

المهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond reputeالمهندس has a reputation beyond repute

افتراضيرد: الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
Bookmark and Share

للإرتقاء بمنتديات فنان سات ساهم معنا فى نشر الموضوع على الفيس بوك من هنا

بارك الله فيك






    شكراً رد مع اقتباس
أعضاء قالوا شكراً لـ المهندس على المشاركة المفيدة:
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السماء, الإمام, عليه, طالب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات فنان سات  


الساعة الآن 07:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات فنان سات
www.fanansatiraq.com
Loading...


      RSS RSS 2.0 XML SiteMap ARCHIVE HTML EXTERNAL

Review www.fanansatiraq.com/vb/ on alexa.com