كشف النجم التونسي السابق كريم حقي، عن رؤيته لأسباب الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي بكأس العالم (قطر 2022).
ويضرب أسود الأطلس موعدا مع ديوك فرنسا، غدا الأربعاء، في نصف نهائي المونديال، بعد رحلة استثنائية بالبطولة، شهدت التعادل مع كرواتيا والفوز على بلجيكا وكندا وإسبانيا والبرتغال.
وقال حقي، في مقابلة لوكالة الأنباء الألمانية: "إنه إنجاز كبير للغاية وتاريخي، وأكثر ما تميز به المنتخب المغربي هو التنظيم التكتيكي، لقد تأهل من صدارة المجموعة ثم تفوق في الأداء والنتيجة أمام المنتخب الإسباني في الدور الثاني".
وأضاف: "أمام البرتغال، ربما لم يكن الأداء على نفس المستوى، لكن المدير الفني وليد الركراكي عرف كيف يوظف اللاعبين وكيف يتعامل مع المباراة وتقدم الفريق بهدف (يوسف النصيري)، قبل أن يخرج لبر الأمان إلى نصف النهائي".
وزاد: "بشكل عام، حقق المنتخب المغربي نجاحا كبيرا رغم اختلاف الإمكانيات عن المنتخب الكرواتي والمنتخب الإسباني وكذلك البرتغالي، كان التنظيم بالفريق من أبرز العوامل، كما أنه يحظى بجيل من اللاعبين يتفوق على أجيال سابقة من حيث المستوى الفني والمهارات الفردية".
سر الإنجاز
ولدى سؤاله حول ما إذا كان عدد المحترفين في أوروبا هو أبرز ما ميز المنتخب المغربي، أوضح: "هذا يشكل عاملا مهما بالطبع، لكن ليس وحده سبب النجاح، لأنه بالنظر إلى أجيال سابقة للمنتخب المغربي، سنجد أنها ضمت نجوما يلعبون في بطولات كبرى، ولم يتحقق هذا الإنجاز".
وتابع: "الفارق الأبرز يتمثل في التخطيط السليم، تخطيط وتنفيذ على مدار 10 أعوام، وكان لأكاديمية محمد السادس دور كبير حيث شكلت النواة لهذا الجيل، والآن نجني الثمار بالوصول لنصف نهائي المونديال، فهو إنجاز يجب أن تجتمع فيه كل الوسائل والأسباب".
وواصل: "الركراكي مدرب رائع، لقد أظهر عقلية مختلفة عن العديد من المدربين العرب والأفارقة على مستوى تعامله مع الفريق وشخصيته وقربه من اللاعبين، هذا بدا أمرا جديدا، هناك بعض المنتخبات تعين مدربين عندما يتجاوزون عمر الـ60 عاما وأحيانا تكون هناك حواجز بينه وبين الفريق، لكن الاتحاد المغربي جازف بتعيين مدرب شاب".
وأردف: "عمل الركراكي مدربا للفتح والدحيل والوداد، ربما تواجد على أعلى مستوى في الكرة الأفريقية لسنوات معدودة، لكنه مدرب بشخصية مميزة ويجيد التواصل مع الإعلام، ويستطيع أن يوصل الرسائل، وقد نجح بشكل كبير".
وعن مستقبل الكرة الأفريقية والعربية ورؤيته لمونديال 2026، علق حقي: "إقامة هذه النسخة في قطر ساعدت على هذا النجاح الأفريقي التاريخي، فحتى مشاركة الكاميرون والسنغال وتونس وغانا تعد إيجابية، ويمكن أن نقول إن تلك المنتخبات سجلت خروجا إيجابيا على مستوى النتائج والأداء وتقارب المستويات مع منتخبات كبيرة".
واستطرد: "نسخ سابقة، كانت منتخبات أفريقية تخرج بنقطة واحدة أو تعادل مع منتخب متأخر في آسيا، لكننا الآن نتحدث عن فوز للكاميرون أمام البرازيل وفوز لتونس أمام فرنسا كما كانت غانا قريبة حتى النهاية من التأهل، لكنها خرجت من مجموعة صعبة، بشكل عام كانت المشاركة الأفريقية في مونديال قطر إيجابية".
واستكمل: "القارة الأفريقية ستشارك تقريبا بتسعة منتخبات في مونديال 2026، وأرى أن هذا يعود بالنفع على منتخباتنا، لكن في الوقت نفسه يجب الحذر، لأنه لا يُشترط أن تكون كل المنتخبات في أفضل حالاتها، وقد نشهد عروضا ونتائج سلبية ترجعنا للخلف مجددا بعد هذه الخطوة التي تحققت. لكن بالطبع على المستوى الإعلامي والنفع للكرة الأفريقية، سيكون الأمر مفيدا".
أزمة ألمانيا
وعن رؤيته لمشاركة المنتخب الألماني والأسباب التي أدت لوداع المونديال من دور المجموعات، قال كريم حقي اللاعب السابق لفريقي باير ليفركوزن وهانوفر الألمانيين: "أعرف الألمان وأعرف خبايا الكرة الألمانية، ربما هذه كانت أول مرة نرى فيها الألمان يتحدثون بشأن موضوع غير رياضي في مسابقة عالمية".
واسترسل: "الألمان معروفون بالجدية والفصل بين مختلف الأمور، لقد فوجئت بتصرفهم، ولو أن التعبير عن الرأي حق للجميع، لكن لا يُفترض الخلط بين الرياضة وأي قضايا أخرى.. كما أعتقد أن المنتخب لديه مشكلات منذ سنوات، إذ غير الفريق أسلوبه في اللعب".
وختم: "كنت أحصل على دبلومة في ألمانيا في السنوات الأخيرة ورأيت الخطوط العريضة لتطور الكرة الألمانية، وأعتقد أن التغيير أثر بالسلب، فقد توجهت الكرة الألمانية في السنوات الأخيرة إلى طريقة الاستحواذ بشكل أشبه بـالتيكي تاكا التي طبقها بيب جوارديولا ونجح بها مع برشلونة، فهذا الأسلوب لا يتماشى مع الطريقة الألمانية التي كانت تعتمد على اللعب المباشر والوصول بأقصر الطرق للمرمى".
التعليمات الإدارية
نور المنتدى بالعضو الجديد
« آخـــر الــمــواضــيــع »
13-12-2022, 01:18 PM
كريم حقي يحلل سر إنجاز المغرب.. وخطأ ألمانيا المدمر
العرض العادي
