عادة ما كانت دورات كأس الخليج العربي، مقصلة للمدربين، في ظل الحساسية الخاصة التي تخيم على منافساتها، لكن أن يتم الاستغناء عن مدير فني أثناء البطولة، فهو أمر نادر الحدوث.
ومن أشهر المدربين الذين أقيلوا خلال بطولة خليجي، كان البرازيلي زاجالو، في النسخة السابعة عام 1984، إذ فقد مقعده في قيادة المنتخب السعودي، بعد 3 مباريات فقط في العاصمة العمانية مسقط.
وتوج زاجالو كلاعب مع منتخب البرازيل بكأس العالم مرتين في 1958 و1962، كما قاد السيليساو كمدرب للفوز بكأس العالم 1970.
ومع انطلاق مشوار الأخضر السعودي في تلك الدورة، سقط أمام نظيره القطري (2-1)، وظن السعوديون أن تصحيح المسار سيكون أمام منتخب عمان في المباراة الثانية، لكن المفاجأة أن تكرر السقوط بنتيجة أكبر (1-3).
كان الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك، يتحرك بسرعة في الكواليس لإعداد البديل، قبل أن قرر إقالة زاجالو، لكن في تلك الأثناء خاض المنتخب مباراته الثالثة أمام العراق، وجاءت النتيجة بخسارة مفجعة (4-0).
ولم تشفع شهرة زاجالو له، بعد نتائجه الكارثية في كأس الخليج، ليُعلن قرار رحيله رسميا، ويتولى المهمة المدرب السعودي خليل الزياني.
ويروي الزياني قصة توليه المثيرة قيادة الأخضر، خلفًا لزاجالو، قائلا: "كنت في الدمام، وتلقيت اتصالًا من الأمير فيصل بن فهد، لتولي تدريب المنتخب فيما تبقى من مباريات بالدورة".
وأضاف: "اعتبرت الأمر مهمة وطنية، تستوجب التلبية والتنفيذ"
وكانت هناك طائرة خاصة في الانتظار، عند منتصف الليل، لتقل الزياني من الدمام إلى مسقط، ليصل بالفعل فجرًا بمطار عمان، ويبدأ رحلته الفنية مع الأخضر.
ويستذكر الزياني: "قدت المنتخب في 3 مباريات أمام الكويت والبحرين وعمان، وقدمنا ما نستطيع، وحققنا المركز الثالث في البطولة".
وواصل: "أثنى المسؤولون والشارع الرياضي السعودي على الأداء، بعد استلامي المهمة في سلطنة عمان، ما أدى لاستمراري مع المنتخب".
وتمكن خليل الزياني، من ترسيخ اسمه في هذه البطولة، واستمر بعدها مع المنتخب السعودي، وقاده لتحقيق لقب كأس أمم آسيا في العام ذاته.