روي بأن الأمويين قد خافوا من وجود شخصية كالإمام السجادعليه السلام وكان أشدهم خوفا منه الوليد بن عبد الملك، فقد روى محمد بن مسلم الزهري أنه قال: "لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا".[38]
وأجمع رأي الوليد بن عبد الملك على اغتيال الإمام حينما جلس على كرسي الحكم، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، وأمره أن يدسه للإمام،[39] وهكذا استشهد الإمام مسموماً بأمر الوليد ودُفن في البقيع مع عمه الإمام الحسن، بقرب مدفن العباس بن عبد المطلب.[40]
تاريخ ومكان شهادته (ع)
هناك آراء عند علماء الشيعة ومؤرخيهم في تاريخ شهادة الإمام زين العابدين عليه السلام. فنقل الشيخ الكليني: عن أبي عبد الله الصادقعليه السلام، قال: قُبض علي بن الحسين وهو ابن سبع وخمسين سنة، في عام خمس وتسعين.[41] ووافقه الشيخ المفيد في ذلك وأضاف بأنه توفي بالمدينة.[42] وقال الشيخ الكفعمي بأن وفاته كانت في الخامس والعشرين من المحرم.[43]
وأما الشيخ الطوسي فذكر وفاته في اليوم الخامس والعشرين من المحرم في المدينة المنورة، ولكن اعتبره في سنة أربع وتسعين.[44]
واختلف كل من ابن شهر آشوب والأربلي مع المفيد والطوسي والكليني، فرغم ذكرهم وفاته في المدينة ولكن حددوها بيوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم، أو لإثنتي عشرة ليلة، سنة أربع وتسعين أو خمس وتسعين من الهجرة.[45]
ومن جهتهم فاختلف أهل السنة في وفاته أيضاً، فقال سبط ابن الجوزي: وفاته على أقوال: انه توفي سنة أربع وتسعين، أو سنة اثنتين وتسعين، أو سنة خمس وتسعين، والأول أصح، لانها تسمى سنة الفقهاء، لكثرة من مات بها من العلماء، وكان سيد الفقهاء، مات في أولها، وتتابع الناس بعده.[46] ووافق رأيه بشأن وفاته في سنة 94 كل من الخطيب التبريزي،[47] ومجد الدين بن الأثير[48] وابن الصبّان المصري[49] ومحمد بن طلحة الشافعي، الذي أضاف للسنة، يوم الثامن عشر من المحرم[50] والشبلنجي الذي اعتبره الثاني عشر من المحرم[51]
ولكن الكنجي الشافعي فقال بأنه عليه السلام توفي بالمدينة سنة خمس وتسعين، وله يومئذ سبع وخمسون سنة.[52]