قبل أن يدخل الرواد المركبة الفضائية للسفر إلى الفضاء، يخضعون لتدريبات مرهقة في بيئات محاكاة تهدف لإعدادهم للتأقلم مع الظروف خارج الغلاف الجوي للأرض.
ويتم اختبار كل شيء بدءا من الطاقم ووصولا إلى أصغر الأدوات، لذلك يخطط الباحثون لإعادة تهيئة ظروف سطح القمر على الأرض، في إطار السعي المتزايد للعودة إلى القمر.
وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية في وقت سابق من هذا الشهر، أنها تعمل على تجهيز منشأة جديدة في مركز الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في كولونيا بألمانيا، سيستخدم قريبا لبناء نسخة مصغرة من سطح القمر على الأرض.
وسيستخدم هذا البرنامج الذي أطلق عليه اسم "Luna"، في اختبار تقنيات وأدوات جديدة وأنظمة يمكن أن تعتمدها طواقم المستقبل أثناء استكشاف القمر وإنشاء قاعدة على سطحه.
وسيقوم العلماء من خلال هذا المشروع أيضا بمحاكاة التربة القمرية، التي سيتم إنشاؤها على مساحة 1000 متر مربع داخل مركز الفضاء الألماني، وسيكون المركز مدعوما بنظام مماثل للطاقة الشمسية في الفضاء، ما سيمهد الطريق أمام الاستكشافات المستقبلية للقمر، والتي تتنافس العديد من الوكالات في جميع أنحاء العالم حاليا على تحقيقها.
وقال أندريا ديكمان، وهو مدير مشاريع وكالة الفضاء الأوروبية للتخطيط الاستراتيجي والتطوير المستقبلي، إن "القمر هو محور أساسي لوكالة الفضاء الأوروبية وهو الخطوة المقبلة للبحث عن البشر".
وأضاف أن مشروع "Luna" سيساعد في بناء الخبرات والاستعداد للبعثات إلى القمر، حيث أنه يوفر منصة للباحثين في جميع أنحاء أوروبا لاختبار التكنولوجيا والأدوات.
وسيقوم الفريق المشرف على المشروع بجلب بديل للغبار القمري من مسحوق بركاني، ناتج عن ثوران بركاني في منطقة بركان إيفل القريبة من المركز، عمره 45 مليون عام.
المصدر: ديلي ميل