منتديات فنان سات - ذكرى استشهاد الامام الحسن المجتبى (ع) 7 صفر سنة 50 للهجرة

الاستشهاد والتشييع

ذكرت المصادر الشيعية والسنية أن الإمام الحسن (ع) استشهد من خلال سم دس إليه،[166] وورد في الأخبار أنه سقي السم قبل استشهاده عدة مرات، لكن نجى من جميعها.[167] وفيما يرتبط باستشهاد الإمام من خلال السم في المرة الأخيرة يقول الشيخ المفيد: إنَّ معاوية أراد أن يأخذ البيعة لابنه يزيد، فأرسل إلى جعدة بنت الأشعث (زوجة الإمام الحسن) مئة ألف درهم، ووعدها بالزواج من ابنه يزيد إذا بادرت إلى دس السم إلى زوجها الحسن (ع).[168] وقد ورد اسمها في مصادر أهل السنة أيضا بأنها قاتلة الحسن بن علي (ع)،[169] ويعتقد مادلنج أن قضية الخلافة من بعد معاوية وسعيه لتوطيد ولاية العهد ليزيد، تؤيد أن الإمام الحسن سم على يد جعدة وبتحفيز من معاوية،[170]

[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]

وأخبار أخرى تشير أن الحسن سم عن طريق هند (إحدى زوجاته)[171] أو أحد مواليه وخدمه،[172] وورد أن الحسن بن علي (ع) توفي بعد أن دس إليه السم بثلاثة أيام[173] أو أربعين يوما[174] أو شهرين.[175]

وتقول الأخبار أن المدينة ضجت بالبكاء والنحيب على فقد الإمام المجتبى،[176] وورد أن جموع غفيرة شاركت في تشييع الإمام ودفنه في البقيع، وعطلت الأسواق وأقيم الحداد عليه سبعة أيام،[177] وتشير بعض مصادر أهل السنة أنَّ وفاة الحسن بن علي (ع) كانت أول مذلّة للعرب.[178]
منع دفن الحسن(ع) عند النبي
قبور أئمة البقيع بعد الهدم

ذكرت بعض المصادر أنَّ الإمام الحسن (ع) أوصى أخاه الإمام الحسين (ع) أن يدفنه إلى جنب جده الرسول (ص).[179] وفي خبر آخر أن الحسن بن علي تحدث مع عائشة في هذا الأمر، وهي قبلت أيضا،[180] وعلى ما ورد في كتاب أنساب الأشراف أن مروان بن الحكم عندما علم عن نية الحسن ووصيته، أخبر معاوية بذلك، وطلب معاوية من مروان أن يقف بشدة أمام هذه الوصية،[181] لكن في الأخبار الواردة عن الشيخ المفيد (ت: 413 هـ) والطبرسي (ت: 548 هـ) وابن شهر آشوب (ت: 588 هـ) ذكر أن الإمام أوصى أن يشيع نحو قبر جده النبي (ع)؛ ليجددوا به عهدا، ثم يدفن إلى جانب قبر جدته فاطمة بنت أسد،[182] كما أنه أوصى بالابتعاد من الاشتباك والنزاع في تشييع جنازته،[183] وأن لا يُراق في ذلك دما من المسلمين.[184]

وعندما حمل بنو هاشم نعش الإمام الحسن، وشيعوه نحو قبر النبي جاء مروان مع جماعة من بني أمية، وهم يحملون السلاح، فسدّوا عليهم الطريق؛ حتى لا يُدفن عند النبي (ص)،[185] وأورد أبو الفرج الأصفهاني (ت: 356 هـ) أن عائشة ركبت بغلة، وأتت إلى التشييع تُحرّض بني أمية على عدم دفنه عند النبي (ص)،[186] لكن بناء على خبر البلاذري أن عائشة عندما رأت الاشتباك كاد أن يقع بينهم، وتسفك الدماء قالت: البيت بيتي، ولا آذن لأحد أن يدفن فيه،[187] وقيل أن مروان نادى: كيف يدفن عثمان خارج المدينة، والحال يدفن الحسن عند النبي؟[188][ملاحظة 4] وكادت الفتنة تقع بين بني هاشم وبني أمية،[189] لكن الإمام الحسين (ع) وبناء على وصية أخيه منع الفريقين من النزاع، ثم شيع جثمان الحسن بن علي، ودفن في البقيع عند قبر فاطمة بنت الأسد.[190][191] وأورد ابن شهر آشوب أن بني أمية رموا جنازة الحسن بسهام، حتی اُخرج منه سبعون سهماً.[192]
تاريخ الاستشهاد

وقع خلاف في سنة استشهاد الإمام الحسن (ع) بين سنة 49 أو 50 أو 51 للهجرة،[193] كما أن هناك أقوال أخرى أيضا،[194] وقد استند بعض الباحثين على قرائن اعتبروا على أساسها أنَّ سنة 50 للهجرة هي الصحيحة.[195]

وتقول المصادر الشيعية أنَّ وفاته كانت في شهر صفر،[196] ومعظم مصادر أهل السنة تقول أنها في شهر ربيع الأول.[197]

واختلفت الروايات عن يوم استشهاده في الأخبار الواردة عند الشيعة، فهناك العديد من العلماء كالشيخ المفيد[198] والشيخ الطوسي[199] (ت: 460 هـ) والطبرسي[200] (ت: 548 هـ) وابن شهر آشوب (ت: 588 هـ) ذكروا أنه استشهد في 28 صفر، ولكن الشهيد الأول (ت: 786 هـ) يؤيد يوم 7 صفر، والكليني في آخر صفر، وناقش يد الله المقدسي سند هذه الروايات، ويذهب إلى أنَّ استشهاده كان في يوم 28 صفر، وبرأيه هذا هو الأصح.[201]

ففي إيران يوم 28 من صفر يوم وفاة النبي (ص) واستشهاد الإمام الحسن (ع)، وهو عطلة رسمية حيث يقيم الشيعة العزاء، لكن في سائر البلدان مثل العراق فإنَّ يوم 7 صفر هو يوم العزاء، وفي الحوزة العلمية في النجف الأشرف ومنذ زمن بعيد كانت تعتبر 7 صفر يوم استشهاده (ع)، وكذلك الحوزة العلمية في قم فكانت تقيم العزاء، وتعتبر هذا اليوم يوم عطلة، وذلك منذ زمن الشيخ عبد الكريم الحائري.[202][203]

وبناء على الروايات التي تتحدث عن تاريخ استشهاده، يقدر عمْر الحسن بن علي (ع) يوم استشهاده 46[204] أو 47[205] أو 48[206] سنة.